jeudi 29 septembre 2011

1 من كتيب ضد الظلامية

البارحة تحصلت على نسخة من كتيب ضد الظلامية في الرد على الإتجاه الإسلامي لمؤلفه حمّة الهمامي... المقدمة كانت بقلم محمد معالي تحت عنوان الائـكية.. ميــدان المعـــركة الحقيــقي. و من جملة ما جاء في المقدسة اقتبس هذه الفقرة القصيرة : و لقد بدا جليّا أن النضـال من أجـل اللائـكيـة أو منـاواتها هو اليوم الحـد الفاصل بيـن أنصـار الديمقراطية الحقيقييـن و أعدائـها و أن التسـتر وراء الدفـاع عـن الدين ضد الكفـرة و الملاحـدة ما هو في حقيقـة الأمر إلا سمسرة يريـد من ورائها أصحــابـها استغلال جهل ســواد الشعـب لتجنيـدهم في حــرب صليــبية جديـدة يكونون هم فيها سادة الحـرب في حيـن تكون فيها الجماهيـر لحما للمدافع. إن محاولـة المؤلّف الجريئة فضح لعبة المبشرين بالصحـوة الإسلاميـة المزعومة و المدافعين المزعومين عن هويتنا و تعرية المتذيلين لهم أو المتواطئيـن معهم ليهنّروا بوفاق مؤقت حتى يأتي اليـوم الــذي يـلاقـون فيه مصيـر نظرائهم في إيران هي التي تعطي هذا الكتيب صغير الحجم وزـنه الحـقـيـقـي... 
البـــــــاب الأول: قراءة فــي خــــــــــط الإتــــــجاه الإســــــــلامـــي
الجزء الأول: الديـــن كــجزء من الإيديـــولوجيــة الرسمــية

يقول حمة الهمامي: فالدين ركن من الأركان الإيديولوجية لنظام للدفاع عن الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و تبرير الفوارق الطبقية
فالرزق في الإسلام بيد الله الذي يبسط الرزق لما يشاء (يقتبس من أكثر من آية قرآنية) لذلك تجد البرجوازية مصلحة أكيدة في الحفاظ على الفكر الديني لما فيه من أغلفة الإستغلال الذي تمارسه على الطبقات الكادحة و من الملاحظ أن دور المؤسسة الدينية في تونس قد تدعّم مع تفاقم أزمة النظام القائم و انتشار مظاهر البؤس و الفقر و بداية نمو الوعي الطبقي للجماهير. ففي بداية ال60 كان الفكر العصراني هو الركيزة الأساسية التي اعتمدها النظام لتبرير سياسته التي كانت تهدف إلى توسيع رقعة الإستغلال الرأسمالي و بسط هيمنة برجوازية الدولة و في هذا النظاق تم الإفتاء بإمكانية تجاوز الصيام كما شنت حملة ضد الأولياء و لكن كل هذا لم يكن يمت بصلة إلى اللائكية إذ روح المناهضة لتقاليد الدينية التي اظهرها النظام في ذلك الوقت لم تكن مؤسسة على مقاومة الظلامية و نشر الوعي الديمقراطي العلمي بل كانت مؤسسة أولا ضرورات اقتصادية و ثانيا على موقفها المعروف من التاريخ و الثقافة و قد اتخذت تلك
المواقف اشكالا بيروقراطية استفزازية و هو ما جعل الطبقات الشعبية تواجهها بالعداء لأنها رأت فيها اعتداء على مشاعرها

الجـزء الثـاني: بــروز تيار سيـاسي ديني ظــلامي
و هنا يبسط حمة الهمامي ظروف نشأة الإتجاه الإسلامي و يعتبر أنها كانت في أحضان السلطة و لم ينمو العداء إلا حينما شعر الإسلاميون بالقوة فظهرت رغبتهم في افتكاك السلطة

الجـزء الثــالث: معـــاداة التطـــور و التقـــــدم
يستهل حمة الهمامي بقوله: يمثل الإتجاه الإسلامي من الناحية الإيديولوجية تيارا ظلاميا من أكثر التيارات الدينية رجعية في عصرنا الراهنو يكمن ذلك في عدائه لكل فكر علمي و تأسس نظرته للعالم على مفهوم مثالي ميتافيزيقي متخلف فالرؤية الفلسفية للإسلاميين تنبني على اعتبار أنه لا يوجد سوى مصدر واحد للمعرفة تنطبق تعاليمه على كل زمان و مكان و على الحالات العامة و الخاصةو هذا المصدر هو الفكر الإسلامي مجسّدا في مرجعه الأساسي القرآن الذي على الغنسان أن يمحصه و يفهمه و يستخرج منه الحقيقة باعتبار ما جاء فيه من قول: ما فرطنا في الكتاب من شيء.. فالإسلاميون يعطون القرآن الذي جاء على امتداد عقدين من القرن السابع صبغة مطلقة و يسقطونه على كل العصور مجردين إياه عن الظروف التاريخية التي جاء فيها غير مراعين التغيرات الإقتصادية و الإجتماعية و الفكرية و العلمية التي تحدث من عصر إلى عصر....إلخ
فيأتي حمة الهمامي بتحليل لقوله الذي أوردناه ليبين أن الإسلاميين أعداء التطور يجمعون الصفتين المميزتين لكل إيديولوجية رجعية: المثالية و الميتافيزقيا

الجــزء الرابـــع: التستر بالإسلام لا يــنفي الإنـــتماء الطـــبقي
يرى حمة الهمامي أن مشكلة الإسلاميين مع السلطة فقط على المستوى الأخلاقي في حين يرى أن المشكل مع السلطة في الخيارات الإقتصادية و الثقافية و الإصلاحات الإجتماعية و حتى الاخلاقية و يلوم حمة الهمامي على الإسلاميين خلو طرحهم من أي برنامج فيقول: بل يكتفون بترديد برنامجنا هو الإسلام و لكن هل هذا يكفي؟ (طبعا الكتيب سنة 1986 و لم يكن بعد 14 سبتمبر 2011) كما جاء بتحليل على كلمة برنامجنا هو الإسلام فيقول: و لو حاولنا أن نفكك شعار برنامجنا هو الإسلام  الذي يرفعه الإسلاميون فإننا سنجد أنهم يمثلون على عكس ما يدعون مصالح الطبقات الرجعية فبرنامجنا هو الإسلام يعني عمليا فرض الزكاة و تحريم الربا كإجرائين يذهب الظن بهما أنهما كفيلان بمحاربة الفوارق الإجتماعية و بإحلال العدل بين الناس و مقاومة الإستغلال. لكن مثل هذه الإجراءات قديم و ليس جديد و طبق خلال قرون و لم يكن سوى وسيلة لكبت الصراع الطبقي و حماية غنى الغني و تأبيد فقر الفقير لأنها اجراءات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحفاظ على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج.... إلخ إلى أن يقول: و هذا يؤكد لنا أن الإسلاميين يمثلون حملة مشروع معاد لمصالح الطبقات الكادحة.
من ثم يقدم حمة الهمامي نقدا لطرح الإسلاميين و البديل الشيوعي و يستشهد بكلام الإسلاميين لإظهار مغالطاتهم ليستخلص: إن جبّة الإسلام لا تحضن الإسلاميين في بلادنا من الإنتماء الطبقي إنه مجرد غطاء لإخفاء وقوفهم إلى جانب معسكر الطبقات المستغلة و ضد تقدم التاريخي
الجــزء الخـــــامس: الماركسيـون الينينيــون: الإنحــيــــاز الطبــــــقي
يمجد انحيازهم لطبقة الكادحة و المفقرة و يطرح جملة من الإجراءات و الحلول التي من شانها أن تضع المجتمع على طريق الإشتراكية: أولا: تأميم المصالح الإمبريالية الأجنبية تأميما كاملا من دون أي تعويض و تحويلها إلى ملكية إجتماعية للكادحين و منع مستقبلا تركيز أي مؤسسة امبريالية أو فرع من فروعها مهما كانت جنسيتها علاوة على إلغاء كل الإتفاقيات الأجنبية التي تمس من إستغلال بلادنا و ذلك دون تعويـض أيــضا
ثانيا: تجريد البرجوازية الكبيرة بمختلف شرائحها من وسائل الإنتاج التي بيدها و الثروات التي تملكها و تحويلها إلى ملكية اجتماعية لكل الكادحين
ثالثا: تجريد الملاكين العقاريين الكبار من الأرض و تأميمها و تحويلها إلى ملكية اجتماعية للكادحين و تخليص الفلاحين الفقراء و الصغار و المتوسطين من كل شكل من أشكال تسلط الملاكين العقاريين و مختلف فئات برجوازية المدن الكبيرة و اعانتهم ماديا و أدبيا على استغلال أرضهم و النهضو بالريف و ايقاف نهب المدينة
رابعا: ضمان حق التشغيـــل لكــل مواطـن بلغ سن العمل من قبل الدولة حتى لا يبقى مواطــن واحـد عاطل
خامسا: اقرار التساوي في الحقوق بين الرجل و المرأة في جميع الميادين 

الجـــزء الســـــادس: الإسلاميون يريدون إقامة نظام فاشي
يقول حمة: لا يخفي الإسلاميون أن نمط الدولة التي يريدون إقامتها ثيوقراطي يعتمد الدين في مفهوم الحكم و أسلوب ممارسته (من ثم يستشهد بالبيان التأسيسي للإتجاه الإسلامي ) لن نتردد لحظة في الإجابة بأن دولة الإسلاميين لن تكون سوى دولة معادية لديمقراطية فاشية مهما كانت الأغلفة التي ستتغلف بها..  و من ثم ياتي بالتحليل على نظام الحكم و كما كناه نظام قهر طاغوتي بركيزتي نفي دور الجماهير و حكم أوتوقراطي و يستدل بالمسار التاريخي و الجغرافي و يعود أيضا إلى ما ذكر سابقا من كون ذاك الحكم لمصلحة طبقة البرجوازيين و يعدد أمثلة من الأحكام الإسلامية التي يعتبرها متخلفة ليقول في خاتمة مقاله: و الإسلاميون عندما يعلنون عن تمسكهم بتطبيق تلك الحدود إنما يعلنون العودة إلى الطرق الاكثر وحشية التي تعتمد مبدأ الإنتقام كأساس الإصلاح و التي لا تراعي العوامل الإقتصاديو الإجتماعية و الثقافية لسرقة او الزنى أو غيرهما و تعامل مرتكبها كشرير بطبعه
الجـــزء الســـابع: الإسلاميون يخربـــون نضال الجمـــاهير
يذكر حمة ان الإسلاميين لم يقفوا مع نضالات الماركسيين في السبعينات بل وقفوا في صف السلطة و يعرج على الامر داخل الجامعة (و هذه مغالطة بحكم اطلاعي على تاريخ الجامعة و الحركة الطلابية) و يسرد أعمالهم الإرهابية و كمثال قاله حمة: في شهر رمضان 1981 استغلوا قرار السلطة القاضي بغلق المقاهي ليلعبوا دور المخبرين حول محلات المرطبات المفتوحة كل هذه الأعمال التي تعادي الحريات جرت و تجري تحت شعار الله اكبر تمثلا بالفتوحات الإسلامية و الحال أن هذا يعتبر أننا نعيش في عصر الجاهلية. إن هذه المواقف و الاعمال تشكل علامات النظام الذي يهدف الإسلاميون إلى إقامته, نظام فاشي متطرف معادي لأبسط حرية.
و من ثم يرى حمة تحسن في سير الحركة الإسلامية ظاهريا فكنى الامر بالتكتيك الدعوي و هو تكتيك الإسلاميين قبل وصولهم لسلطة و يأتي حمة على تفاصيل هذا التكتيك و الانتفاعية التي عليها الإسلاميون

الجزء الثامــن: الشعـــب يطمح إلى إقــامة نظام ديمقـــراطي
يربط حمة الهمامي تحقيق الديمقراطية بتحقيق الدولة اللائكية

الجــزء التــــــاسـع: المشروع الثقــافي للإسلامييــن: ظلاميــة و معاداة للتقــدم
يعتبر حمة الهمامي في أسلمة كل شيء معاداة لتقدمية و في محاولة الحفاظ على التراث و معاداة لتراث العربي و الإنساني فيقول: إن الموقع الديني المتعصب الذي يتحرك منه الإسلاميون يهدف إلى تغبية الكادح و خلق عداء بينه و بين الشعوب الاخرى عداء لا ينتفع منه إلا أعداء الحرية و التقدم
الجزء العــــاشر: الإسلاميون و السياسة الدولية
النقطة الاولى الموقف من القضايا القومية:يقول : يتناول الإسلاميون قضايا الوطن العربي من زاوية دينية بحتة.. و يعتبر أن الإسلاميين ينكرون القومية العربية و يطرحون لها بديلا الأمة الإسلامية: ان الدين لا يشكل عنصرا من عناصر تكوين الأمم فكيف به يتحول لدى الإسلاميين إلى عنصر وحيد؟.. و يصف الخلافة الإسلامية التي يمجدها الإسلاميون بحكم إستبدادي إقطاعي يكرس سيطرة القومية المهيمنة قومية الخليفة و يقول: إن شعار الرجوع إلى الخلافة الإسلامية و الأمة الإسلامية شعار متخلف و رجعي بشكل بيّن في عصرنا الذي يشهد نهوض القوميات و الأمم المضطهدة و نضالها من أجل التحرر و بناء كياناتها المستقلة.
و من ثم ياتي على القضية الفلسطينية فيعتبر أن موقف الإسلاميين موقف متخلف إذ ينظرون إلى الصراع انه صراع ديني بين يهود و مسلمين و ليس وطني بين الصهاينة و الفلسطينيين
النقطة الثانية الموقف من القضايا الدولية:يرى حمة الهمامي أن الإسلاميين ينظرون إلى التحركات الشعبية و سعي المضطهدين إلى الديمقراطية و العدالة الإجتماعية ينظرون إليها بمنظور ديني و قد يعادونها لأنها لا تنطلق من الإسلام أو لأنها ملحدة و بالتالي معارضة السلطة ليست من منطلق تقدمي بل رجعي ظلامي
النقطة الثالثة: الحركات السياسية الأخرى و مسالة الدينيقول: تدرج بقية الحركات السياسية في تونس ما عدا الماركسيين اللينينيين الدين كمنطلق من منطلقاتها الفكرية و تحاول أن تستغله بشكل او بآخر لجلب الأنصار. و هي كلها ترفض شعار الدولة اللائكية و لا يوجد ما يفرقها على هذا المستوى عن الحزب الحاكم. فهي من أنصار دولة بورجوازية ذات ايديولوجية مختلطة: عصرانية. دينية. لذلك لا يوجد أي داع للحديث مطولا عن موف هذه الحركات من المسالة الدينية.
النقطة الرابعة: بعض المنطلقات للتعامل مع المسالة الدينية في تونس:فيخلص المطلب في قوله: هناك انحرافات أساسيان لابد من اجتنابهما لبلوغ تلك السياسة السلمية فلا ينبغي من ناحية مهادنة الفكر الديني و رموزه و لا ينبغي من ناحية أخرى الإنحراف بالنضال ضد هذا الفكر الديني  و جعل الصراع هدفا في حد ذاته, صراعا بين الإيمان و الإلحاد فيطمس الهدف الحقيقي من الصراع ضد الدين
يتبع...

mardi 27 septembre 2011

الفارغون أكثر ضجيجا

أتمنى ان يأتي يوم تستقر فيه الاطراف السياسية على رأي.. منذ أشهر و في حديثي مع العديد من الاطراف السياسية صدعوا رأسي بدعاية كون الانتخاب لا يكون إلا على برامج و وجه كيل الاتهام للإسلاميين بخلو طرحهم من برامج واقعية و اكتفائهم برفع شعارات كشعار الإسلام هو الحل دونما تبيان لعملية التنزيل و لأن نجيب الشابي مثلا حاول الابداع اتى بمقولة أن الإسلاميين برنامجهم الاقتصادي: و ما من دابة على الأرض إلا على الله رزقها.. و تناقلها العديد في اطار انتقاد الإسلاميين و طبعا خص الامر لهم دون غيرهم فعديد الأحزاب لم تقدم برامج انتخابية و لا حتى وفرت بيانات انتخابية و علاما؟؟ الله أعلم ... كانت هذه الأجواء إلى حدود 14 سبتمبر حين عرضت حركة النهضة برنامجها الانتخابي و الذي أذهل الكثير في شكله و مضمونه و ان احتمل في بعض نقاطه النقد و الجدل و ذاك طبيعي فكل و زاوية نظره و أثبت الإسلاميون أن لهم برامج و ليسوا من بني المدارس الحنجرية التي لا نسمع إلا ضجيجها و كما قال العجمي الوريمي (هيثم):  كتبت قبل الثورة مقالا بعنوان ،هل يملك الإسلاميون مشروعا؟  وطرحت فيه دلالات المشروع السياسي وأنا أضمر الإجابة عن السؤال بنعم، بالتأكيد يملك الإسلاميون مشروعا للبلاد والأمة واليوم تعرض حركة النهضة برنامجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا مفصلا ،شاملا ،يفخر به الذين أعدوه وسعد به الذين إطلعوا عليه وهو يتضمن حلولا عملية واقعية وطموحة تستجيب لآمال وتطلعات التونسيات والتونسيين وهو عمل بشري يحتاج منكم التطوير وإبداء الرأي فهو منذ أن تم إطلاع الرأي العام عليه لم يعد ملكا للنهضة وحدها بل ملك التونسيين جميعا لانه  برنامج لتونس المستقبل.. تونس كما نراها .. تونس أفضل.. بنهضة أقوى .... فتحول الاتجاه العام لسياسيين من الدعاية بأن الانتخاب على أساس برامج إلى الدعاية أن المجلس التأسيسي فقط لصياغة الدستور و لا حاجة ببرامج اقتصادية و اجتماعية و انما بحاجة لتبيان الاتجاه العام و الذي ستدون عناوينه الكبرى في دستور الدولة و الغريب في الأمر ان ممن يروجون للقول في ذات الآن يدعون إلى مجلس تأسيسي بكامل الصلاحيات طبعا تناقض غريب فالعناوين الكبرى هو فقط تدوين النقاط الكبرى للمرجعية الايديولوجية في الإقتصاد و السياسة و المجتمع و بالتالي هي دعوى مبطنة للإستقطاب الايديولوجي  في حين المواطن في حاجة إلى معرفة آليات التنزيل فقد يطربه كلام و لكن لا تقنعه الاعمال فاحتراما له على الاطراف المترشحة أن تبرز آليات العمل المراد فعله و للمواطن الحكم.. و البعض الآخر تعلل بعدم تقديم برامج انتخابية من حيث أن البرامج تبنى على أساس معطيات و أرقام و الطبيعي بالنسبة له انها مغلوطة فوقف حمارهم عند العتبة و هذا من المضحكات المبكيات فأغبى سياسي في قالب غلطة تحط رئيس او أمين عام لحزب أو ناطق باسم حزب فعليه أن يضيع من وقته الثمين ربع ساعة لاستشارة المختصين في علم الاقتصاد فيتجاوز أضحوكة مليونية على تفاهة من يبرر العجز بالجهل

حقيقة الأمر يسيرة أن البرامج الانتخابية و خاصة البرامج الإقتصادية تحتاج ميزانيات ضخمة (يقدر بمئات الآلاف من الدنانير) و دراسات المشاريع إلى ميزانيات أضخم و إلى كفاءات بشرية و إلى مساحة كبيرة من الوقت.. و الظواهر الصوتية التي تظهر في حلة أحزاب لا موارد مالية عندها و مجموع منخرطيها أحيانا لا يتجاوز العشرات (مبالغة و لكن لا يمكن أن يوفر عشرات من علماء الاقتصاد إلا إن اعتمد على مؤسسات مختصة) و لم يستثمروا الوقث و سرعان ما دخلوا في معركة خاسرة فارتبكوا و تناقضت أقوالهم و البعض ليحفظ ماء وجهه أعد الاهداف و صاغها في شكل برنامج من طينة تشجيع كذا و رد الاعتبار لكذا.. بلا أرقام و لا تفصيل فهو كلام فضفاض لا يسمن و لا يغني من جوع

و هذا ما تجاوزه الإسلاميون بيسر و تجاوزته النهضة دونما عناء كبير فبعدما شجعت على طلب العلم لسنوات و ضمت عشرات المتخصصين في كل مجال فكان العلم و المعرفة  العمود الفقري للحركة و هذا عملا بما أمرنا به ديننا الحنيف بطلب العلم بمختلف أصنافه و لم يتنكر أبناء النهضة لحركتهم فـــــــــتـــطوّعوا و عملوا على انجاز برنامج متكامل دون مقابل مادي فوفروا على الحركة مشقة مبالغ مالية طائلة ربما كانت غير قادرة حتى على توفيرها فلم يبخلوا بعلمهم و جهدهم و وقتهم و عملوا بلا كلل و لا ملل




و طبيعي أن هذا العدد من الخبراء تشخيصهم علمي و بحثهم دقيق و حلولهم منطقية و ان اختلف في بعض نقاطها و هذا طبيعي عند كل برنامج و أي برنامج لا يخلق شيئا من الجدل فلا معنى له و لا أثر له و أخيّر أن ينتقد حزب بعد تقديم برنامج على أن ينتقد دونما تقديم برنامج فمن لا يقدم برنامج فلا يستحق غير التجاهل

ان حركة النهضة وعدت منذ أشهر بتقديم برنامج و أوفت بوعدها و هذا دليل عن مصداقية الحزب فلم يعد بأمر و أخلف بل كان في الموعد و عند انتظارات الشعب التونسي .. و الانتخاب في جزء كبير منه يعتمد على الجانب النفسي و الذي ركيزته الاطمئنان و لا يطمئن المرء إلا مع من له مصداقية .. المفاجئة أن البعض يحاول التشكيك في مصداقية البرنامج فهو يستهدف صدق الحركة و جاء بحجج متعددة كالتشكيك في القدرة على توفير 590 ألف موطن شغل بحلول 2016 و هنا أتسائل هل الطبيعي أن أصدق رقم جاء من بحث و جملة من المعطيات أم أصدق من لم يكلف نفسه عناء البحث و المحاولة؟؟ هل أصدق كلام خبراء الاقتصاد أم المتنافسين على المناصب السياسية؟؟ فهل أفرط في من لديه أرقام يحاسب عليها أم أتمسك بمن يريدون من الشعب الامضاء على عقود بيضاء؟؟؟

رسالتي إلى أبناء النهضة كونوا في الموعد في الحملة الانتخابية إلى الترويج لهذا البرنامج الريادي و لا تجعلوا من جهد العاملين طيلة أشهر طويلة تذهب هدرا و لا تشغلوا أنفسكم بكلام السياسيين العاطلين و المعطِّلين فأطماعهم السياسية لا تثنيكم عن خدمة وطنكم و تحقيق نهضة شاملة

lundi 26 septembre 2011

الإتحاد الإغرائي الحر

كثيرا ما نسمع عن العهر السياسي و الظاهر أن عديد الاحزاب التونسية احترفت هذا العمل و الاتحاد الإغرائي الحر يمارسه بكل تفاصيله شكلا و مضمونا

الإتــــــــحــــــــاد الإغــــــــــرائـــي الحـــــــــــــــــر... نغتصبوا الثورة تــــوّة

dimanche 25 septembre 2011

لـــــــن أصــــالح

حينما كان أفراد الشعب التونسي كل قابع في بيته فرحا مسرورا.. كان محمد جغام شعلة الثورة التونسية و صدع بالحق يومها برهان بسيّس فصاح من أمام المبنى الضخم لتجمع يسقط النظام فأجهش الجميع بالبكاء و لم يثني أبو بكر الصغيّر نفسه على أن يأخذ المشعل من بسيّس و خطب في التجمعيين خطبة عصماء فخرج آل تجمع بزعامة محمد علي الغرياني يجوبون الشوارع في تحد لأجهزة البوليس و البوليس السياسي التي هم براء فعرضوا أنفسهم لرصاص الحي بصدور عارية و كان يسقط التجمعي تلو التجمعي و كردة فعل من الوزراء أحمد فريعة و كمال مرجان إلا أن تركوا ابن علي و انضموا لتحركات التجمعية و كشفوا جملة ملفات الفساد التي كان عليها نظام ابن علي و ماكان من رجال الأعمال الذين كانوا في اللجنة المركزية لتجمع إلا أن قاطعوا التعامل المالي مع السلطة فشلوا النظام و افقدوه دعامة التمويل.. و جاء يوم الحسم يوم 14 جانفي حينما لم يبقى تجمعي واحد في بيته إلا و قد خرج في  شارع الحبيب بورقيبة فعٌزل ابن علي و مقربيه فاختاروا الهرب

إن كان هذا سيناريو الثورة فأخي المواطن صالح.. إن كانت هذه هي الحقيقة فانتخب كمال مرجان و حزب المبادرة.. إن كانت هذه هي الحقيقة فانتخب حزب الوطن.. إن كان هذا هو السيناريو فضع يدك في يد التجمع لبناء دولة ديمقراطية.. إن كان هذا هو السيناريو فأحمد فريعة أولى بالسلطة من غيره.. إن كان لبسيّس مقام صدق فاعتبره اعلامي الثورة..

إن من أعجب ما نشهده اليوم أن الثورة تعجز عن بتر ورم التجمع و لم يتخلص الوطن من علته بل و نراه اليوم يستشري في جسد وطننا الغالي و عاد لآل تجمع مكان في الساحة السياسية بل و حق في الثورة التونسية و نصيب مرتقب في السلطة و عجز عن مقاضاة التجمعيين لأن منهج التفكير مغالط فلا يمكن إدارة أحكام قضائية ضد أشخاص في التجمع و إنما محاكمات سياسية ضد التجمع و قانون التجمع فالأمر يتعدى الشخص إلى القانون نفسه و الذي برر جرائمهم و كان آدات لعبتهم القذرة

من النوادر أن آل تجمع بعد سنوات الجمر و القهر يطلبون دونما استحياء و دونما محاسبة لوضع اليد في اليد مع الشعب و هذه الجملة بالذات سمعتها من اكثر من تجمعي في أكثر من مقام.. ألا شلت يد خانت عهد الوطن و المناضلين و الشهداء

لن أصالح و أقسمت عليك بدماء الشهداء و دموع الثكالى أخي لا تصالح و لو منحوك الذهب.. لا تصالح على الدم حتى بالدم.. لا تصالح و لو قيل رأس برأس.. لا تصالح و ان حرمتك الرقاد صرخات الندامة.. لا تصالح و تؤجرك بتاج الإمارة.. لا تصالح و لو قال من مال عند الصدام ما بنا من طاقة لامتشاق الحسام.. لا تصالح لو قيل ما قيل من كلمات السلام.. لا تصالح و لو تقتسم مع من قتلوك الطعام.. لا تصالح و لو ناشدتك القبيلة.. لا تصالح و إن قيل النصح حيلة.. لا تصالح و إن حذرتك النجوم.. لا تصالح و ان وقفت ضد سيفك كل الشيوخ و الرجال التي ملأتها الشروخ.. لا تصالح فليس سوى أن تريد.. أنت فارس هذا الزمان الوحيد.. و سواك المسوخ.. لا تصالح لا تصالح


samedi 24 septembre 2011

برهان بسيّس صدق و هو كذوب

كأغلب التونسيين انتظرت حوار مع أحد رموز الفساد الإعلامي و على رأسهم برهان بسيّس ( رغم إيماني أن مكانه الصحيح السجن) و صحيح أنه كان في قناة باعث القناة التطبيلية و صحيح كانت محاوره سمير الوافي الذي تزعجني تدخلاته أحيانا و التي تعكس ضحالة ثقافته الشخصية و الإعلامية و لكني انتظرته بكل ما لدي من حماسة و اختلطت المشاعر داخلي بين البحث عن جزء من الحقيقة و بين التشفي في عذاباته النفسية.. إلخ فتابعت الحوار حتى أني لم أكن أريده أن ينتهي
برهان بسيّس كعادته طليق اللسان و له قدرة على التأثير بإبراز حماسته و لوعته و حرقته عن كل قضية يطرحها حتى أنك تمنع نفسك من تصديقه نظرا لتجربة التي مررنا بها فكذلك كان و كذلك ظهر و لكني لم أسعى أن أعير اهتمام لأسلوب الخطابة بل إلى مضمونه فطرح قضية "قلابة الفيستا" من الإعلاميين و السياسيين الذين كانوا يتمعشون من نظام بن علي و يهادنون السلطة و يسكتون على القمع و الإستبداد و يتنافسون على تموقع في صدارة أبواق السلطة و أغلبهم اليوم عادوا ثورجيين في ذات المنابر الإعلامية فلم يغيروا من أسلوبهم فقط غيروا الفريسة  فريستهم بضعة أشخاص معظمهم خارج السجون بل خارج أرض الجمهورية... و طرح قضية فساد الساحة السياسية التونسية و هذا مما أشهده شخصيا في تجربة قصيرة في عالم السياسة في تونس فعلاقات مشبوهة بفاسدين و بسفارات أجنبية و رشاوي.. إلخ و من بعض من استأمناهم على وطننا و جعلنا من قادة نستمد منهم روح النضال فصدمت بجملة من الفضائع لا لها أول من آخر.. و طرح قضية إشكالية العقلية لا الأسماء و هذا سليم في نظري فذهب الكثير من الفاسدين و لكن ظل الفساد كما هو و لم نرى تغييرا ملموسا فعقلية النهب و السرقة لن تبني أمنا اقتصاديا و عقلية الرأي الواحد لن تبني ديمقراطية و عقلية الزعامة لن تبني تعددية... إلخ.. و طرح قضية المزايدة على عذابات أطراف الكل يعرف أنها كانت في محرقة ابن علي و خاصة الإسلاميين الذين عانوا من نظام ابن علي طيلة عهده و لكن كما قال برهان بسيّس كانوا فرسانا شجعان حينما سقط سيف عدوهم كفوا عن محاربته و هذه من أخلاقيات الإسلاميين و هي نقطة ضوء في عالم السياسة القذر و خاصة عالم السياسة في تونس

طبعا لن أجعل من برهان بسيّس رجلا ملائكي و كما قال 14 جانفي طهره من ذنوبه و أعاد له راحة النفس فالطبيعة البشرية دائما تكون حاضرة و انزعجت صدقا من عدم سرد مجموعة أسماء مناضلة من مختلف التيارات: القومية الليبيرالية الشيوعية الإسلامية.. و لم يذكر غير أم زياد و التي تستحق صدقا التكريم و لكن شعرت و أن الشيوعيين هضم حقهم فلم يذكر من بين أسمائهم إلا من تحول إلى بوق النظام نور الدين بن تيشة فلم نسمع كلمة حق في حمة الهمامي على سبيل المثال فبخلاف ما قاله برهان بسيّس ان المنصف المرزوقي و طارق المكي فقط من نادوا بإسقاط النظام فحمة الهمامي خرج أيام الثورة من السرية و دعا صراحة إلى إسقاط النظام و كذلك كانوا الإسلاميين في تدخلاتهم على القنوات التلفيزة و كلنا يذكر حديث المساء على الجزيرة و الصحفي لطفي زيتون و الذي ضرب نظام ابن علي ضربات قاسمة الظهر و فضح خفايا هذا النظام الفاسد

ما ازعجني صدقا رغم تقديري لرسالة الإعتذار لضحايا نظام ابن علي هو عدم تسمية الفاسدين عند قص أحداث او عند بسط الأمثلة فالناس ليسوا على درجة واحدة من المعرفة و المتابعة فالكثير لم لا يعرف تفاصيل كثير أمور مما ذكر كمهرجان أوسّو كإشارة لحبيب جغام و التحول من البؤس و الشقاء في أحداث الحوض المنجمي عن لطفي العماري و غيرها من الأمثلة و كنت شخصية أنتظر المزيد فهؤلاء لم يحترموا الشعب التونسي و لا ثورته و تلاعبوا بمشاعره لمصالحهم الضيقة

و شخصيا استخلصت أنه صدق في كثير من المواضع رغم ما عرف عنه من كذب و أتمنى صدقا أن يحال إلى محاكمة عادلة و لكن ليس بغاية التشفي و انما ضرورة العدل فلا مصالحة قبل المحاسبة و لا معنى للمصارحة بلا محاكمة.. و في الختام يبقى بهتان بسيّس بهتان و بخلاف ما ذكر فقد قرأت له مقالات اعتدى فيها على زملائه في الصحافة و أذكر منهم محمد الحمروني و غيره كثير و لا أعتقد أن دخل للإصلاح من الداخل بقدر ما كان الدور البحث على مناصب وزارية و رغم ما كان من صدق في خطابه اليوم فلا ينسيني شخصيا تاريخا زاخرا من الكذب و حتى أني أحيانا أعتقد أن الصدق في كلامه زلات لسان

vendredi 23 septembre 2011

إعتذار لحزب المؤتمر

كتبت جملة من المقالات تعرضت فيها لحزب يحظى بمصداقية لدى الكثير و هو حزب المؤتمر من أجل الجمهورية و كعادتي نقدي لاذع و قد يتجاوز أحيانا الحدود التي عودتنا إياها أقلام المدونين .. لكن بعد تفكير و نصائح أصدقاء تيقنت أن هذا الأمر ليس التوقيت المناسب له و أن حزب المؤتمر مع الاختلاف معه فهو حزب فيه العديد من المناضلين منهم أصدقاء شخصيين و أشهد بوطنيتهم و صدقهم في حب هذا  الوطن و لا نكافئ الإحسان بالإساءة و لا نختلق عدو قبل أن يكون كذلك و لن أحاسب النوايا و لا يمكن لحزب أن يضم الصادقين دون سواهم و النزهاء دون سواهم

أنا أعتذر بصدق لحزب المؤتمر و هذا دون تعرض لأي تهديد و لا حتى بسبب الشتائم التي تلقيتها و إنما هي قناعة اعمل على أساسها و هذه تجربة أستفيد منها شخصيا و أتمنى أن يستفيد منها غيري