lundi 10 octobre 2011

ضد الظلامية 3

نواصل مع كتاب ضد الظلامية في الرد على الاتجاه الإسلامي لكاتبه حمة الهمامي... نواصل مع النقطة الثالثة من الجزء الخامس و الذي كان تحت عنوان: المرأة تحريرها أم تأبيد استعبادها

النقطة الثالثة: معركة السفور و الحجاب مجدّدا؟

يجعل حمة الهمامي من معركة الحجاب معركة مفتعلة و من ثم يقدم سؤال: هل حقا يمثل الحجاب عنوان القيم السلوكية التي تصون كرامة المرأة و يعيد الاعتبار لإنسانيتها؟ و بالتالي هل الإسلاميون دعاة هذا الحجاب هم الضمير الواقي لمجتمعنا من الانحلال و التسيّب؟
و يجيب قائلا: إننا نجيب على هذا السؤال بالنفي، لأننا نعتقد جازم الاعتقاد أن الفاصل بين دعاة الالبسة الخليعة ( البرجوازيين ) و دعاة الحجاب ( حملة الفكر السلف الاقطاعي ) شكلي. فالألبسة الخليعة التي تنتشر في المجتمعات البورجوازية بما فيها مجتمعنا تنبني من ناحية المفهوم على اعتبار المرأة بضاعة من جملة البضائع و صالحة للإستهلاك الجنسي و مدرّة للأرباح. لذلك يفني مصمموا الأزياء البورجوازيين وقتهم في صنع تلك  الألبسة التي لا هدف منها سوى إثارة الغرائز البدائية للرجال و ينساق العديد من النساء وراء هذه الظاهرة تحت تأثير وسائل الإشهار و بعنوان التحرر احيانا مكرسات نظرة المجتمع البورجوازي إليهن فيختزلن ذواتهن في مجرد وسيلة للمتعة و اللذة. أما دعاة الحجاب فينطلقون من ناحيتهم من اعتار المراة عورة و مصدرا للفتنة بل و شيطانا في شكل إنساني تثير الغرائز و تذهب بلب الرجال و من هذا المنطلق البدائي ينادون إلى حجبها عن الانظار اجتنابا للفتنة و حفاظا على عفتها.
و في الحقيقة كل هذه النظرة انتهاك لكرامة الامرأة و لعفتها لان حامليها لا يرون فيها سوى أداة لإثارة الغرائز و لأنهم يختزلون كرامتها و عفتها في فرجها و في مجرد خرقة القماش التي تضعها على جسمها. و هي كلها عار على الرجل لانها تجعل منه مجرد وحش جنسي أسير غرائزه و نزواته البهيمية، يعجز أن يرى في المراة ذاتا بشرية و رفيقة له في الحياة و العمل و الخلق.
و هكذا ففي الحجاب مثلما في الالبسة الخليعة ضرر معنوي للمرأة، فمثلما أن المرأة الخليعة تكرس نظرة المجتمع الرجالي البورجوازي لها كبضاعة، فإن المرأة المتحجبة تكرس النظرة الاقطاعية لها كعورة و كمصدر للفساد و بهذا الشكل يسقط على الحجاب قناع التعفف و الاصالة الذي يغلفه الإسلاميون أمام هجومات العلمانيين عليهم و يظهر صورته التاريخية البشعة و المتخلفة.
و علاوة على الضرر المعنوي الذي يلحقه الحجاب بالمرأة فإنه يلحق بها اضرار صحية اذ يحجبها عن الشمس و الهواء، و اضافة إلى ذلك فهو يلتصق التصاقا متينا بحجب المرأة بالبيت لذلك فهو لا يأخذ بعين الاعتبار وضعيتها كعاملة في الحقل و المصنع أو كمدرسة وطبيبة.
و من ثم يختم مقاله بقوله: و هكذا فإن اي امرأة واعية لا ترى في ذاتها بضاعة و لا عرة أو مصدرا للفتنة بل كائنا بشريا مؤهلا لأن يقوم في المجتمع بنفس ما يقوم به الرجل ستناهض في نفس الوقت الألبسة الخليعة كتعبيرة عن الحياة البورجوازية. و الحجاب كتعبيرة عن الفكر الاقطاعي لعصور الانحطاط و ستدرك أن عفتها و كرامتها انما في كسبها للمعارف. و في مشاركتها في الحياة الاقتصادية و في تسيير شؤون المجتمع و في اثراء حياته العلمية و الثقافية.

النقطة الرابعة: علاقات ديمقراطية أم علاقة سيد و عبيد

يرى الهمامي غيابا لموقف واضح للإسلاميين في شأن الأسرة و ان وجد فهو تذمر من التحرر النسبي الذي شهدته لا من التحكم الاقتصادي الذي تعاني منه.. و من ثم يبحث هنا و هناك ليجد شيئا من مقال الشيخ مورو فيستشهد به و بعد شوية هزان و نفضان يصل لاستنتاج : هكذا يتبيّن لنا نمط العائلة الذي يدافع عنه الإسلاميون، انهم لا يبدعون أي شيء جديد و انما يدعون فقط إلى ترسيخ المظاهر المتخلفة في العلاقات العائلية في مجتمعنا و حمايتها من كل تنوير جدي أنه نمط عائلي أبوي اقطاعي صورة للسلطة التي يريدون اقامتها في المجتمع. امير لا شريك له على رأس الدولة يتحكم في رقاب الناس و رجل على رأس العائلة يضطهد الزوجة و الأبناء على حد السواء.

الجزء الســـادس: الإشتراكية طريــق المرأة إلى التحــرر

يمجد الاشتراكية و ما يمكن أن تقدمه للمرأة و لكنه يقول أيضا الوصول إلى الاشتراكية لن يتم بعصا سحرية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire