dimanche 20 novembre 2011

الإنسان يريد إسقاط النظام

أذكر فيما قرأت قولة لدكتور المنصف المرزوقي في احدى مقالاته: كان القرن الثامن عشر قرن الثورة الفرنسية والأميركية، وكان القرن العشرون قرن الثورة الروسية والصينية. أما القرن الواحد والعشرين فسيقول عنه المؤرخون إنه كان قرن الثورة العربية.. طبعا كانت القراءة صائبة في جانب و لكن الثورة التونسية كذبتها في جوانب اخرى فإن تميز المرزوقي في تنظيره لثورة, تميز الشعب التونسي في خلق ثورة أوسع من القطر التونسي و العربي و أعمق من المجتمع التونسي لتلمس أعماق المجتمع الإنساني الحر فكشفت حقيقة الزيف الذي يعيشه العالم و تضع حد لاستحماره طيلة سنوات استهلكت كرامة المرء و سلبت شخصيته فالشعار الذي رفعه التونسي رفعه المصري و اليمني و السوري و الليبي و الإسباني و البريطاني و الأمريكي فكلهم و ان فرقهم العرق و الدين و الجنس فقد جمع بينهم : الشعب يريد إسقاط النظام.. فأعتقد إزاء هذا الموقف الصائب هو قول : كان القرن الثامن عشر قرن الثورة الفرنسية والأميركية، وكان القرن العشرون قرن الثورة الروسية والصينية. أما القرن الواحد والعشرين فسيقول عنه المؤرخون إنه كان قرن الثورة الإنسانية...

إن الإنسان في هذا العالم رغم تمايز الدول و رتبها في قائمة أغنى دول العالم أو أفقرها فهو يشعر أنه محكوم بنظام واحد هو نفسه من يظلم التونسي في دولة بن علي من يظلم المصري في دولة مبارك و من يظلم الأمريكي في دولة أوباما فالظلم يختلف جنسه و يختلف في حدته و لكن لا يختلف في مصدره فهو نظام عالمي جاري على كل سكان المعمورة فنعتوه بأجمل النعوت (علمانية. ليبيرالية. ديمقراطية. تقدمية...إلخ) و سوّقوه على أنه أيقونة النظم و عصموه عن كل دخن و هو خلاف ما يختزل البعض المسالة في الصراع الطبقي فحتى الاغنياء يشعرون بالظلم فيجتمع الغني و الفقير في ذات الميدان او ذات الشارع أو ذات الزقاق ليرفعوا شعار: الشعب يريد إسقاط النظام.

إن هذه الثورة الإنسانية هي استكمال حقيقي لثورات السابقة و هي جامعة لحراك إنساني طال منذ زمن و لم يكن نسقه بسرعة واحدة و لا باتجاه واحد فيطرح جملة المفاهيم المنتشرة في العالم للغربلة و يضع جملة القضايا العالمية لإعادة النظر.. و لا يمكن أن نصل لتحقيق أهداف الثورة الإنسانية إذا لم يتحمل المجتمع الإنساني مسؤوليته في إنجاح جملة التحركات الشعبية في العالم و خاصة شعلة الثورة الإنسانية الثورة التونسية فهي مكسب عالمي لينتشل الإنسان من وضع مخزي لا يليق بكائن كرمه الله عز و جل.

إن هذه الثورة الإنسانية تضع أكثر من 6 مليار إنسان في مواجهة قلة احتكرت السلطة السياسية و الإقتصادية و الثقافية بل و حتى السياسة العلمية فهي المسؤولة عن دم كل فلسطيني و عراقي و أفغاني و شيشاني و سوداني..إلخ و عن كل من قضى جوعا في الصومال و النيجر..إلخ و عن كل ثانية يقضيها سياسي في معتقل و عن كل ورقة لم تقرأ لكاتب او صحفي و عن كل مشهد حذف لسينمائي او مسرحي و عن كل من تمت دمغجته في مدارس صناعة الغباء لنجاح الثورة الإنسانية في نظري يجب أن ننحو في عدة مسارات في آن واحد و ساعدد بعضها: عالمية الخطاب لكل ثائر.. تحديث المصطلحات و المفاهيم.. تثوير البرامج الإقتصادية و الإجتماعية داخل كل قطر ( فمعاناة الشعوب منعتها طاقة الصبر).. اليقين بان النظام العالمي الجديد ليس نظام القطب و الاطراف و لا نظام القطبين و إنما نظام الحراك الجماعي و سنة التدافع و هذا ما يعبر عنه بخلق تصور جديد للعالم او تصور حضاري جديد للعالم.. تضامن الشعوب فيما بينها عن طريق العمل الخيري و الجمعياتي... إلخ

كما و هناك مسؤولية مضاعفة على الشعب التونسي فثورته إما تنجح او تنجح و كما أنقذت نفسها من سطوة النظام العالمي زمن الحراك الشعبي يجب أن تنقذ نفسها زمن الحراك السياسي فخطوات النصر لم تعد بعيدة و هذا سيعطي شحنة نفسية أكبر لكل الشعوب فهي لا ترقب مجرد حراك بل ترقب ثورة ناجحة هي امل العالم اليوم

2 commentaires:

  1. تدوينة جميلة جداً يا نزار

    RépondreSupprimer
  2. مقال جميل وأسلوب راق أرجو لك التوفيق فيما تكتب

    RépondreSupprimer