mardi 20 décembre 2011

أوراقنا تنزف

لم يرفع العرب أقلامهم و لم يجف حبرهم و نفد صبرنا و لم ينفد صبرهم و ضجر الكون من حولنا و لا شيء يقلقهم.. فيا للعجب !!! و يا أخ العرب لا تعاتبهم فلا يضيرهم العتب و لا تنصحهم فلن ينالك غير التعب من غيرما تسأل ما السبب..

لن تجد كتابات العرب في جلها تخرج عن دائرة الإجترار فتخلق فكرا مكبلا سببه تمجيد الماضي التليد و معزولا عن العالم و عن الفكر الإنساني فيجعلنا ندور كما يدور الحمار في الرحى..

و لن تجد كتابات العرب في جلها تخرج عن دائرة المغالطة بين العقل المفكر و العقل الفقهي فتجد من يدعي أنه مفكر يحل و يحرم و مهووس بهذه المسالة و كثير الحدوا عن المتفق عليه فقهيا فرسموا صورة سلبية عن المفكر..

و لن تجد كتابات العرب في جلها تخرج عن دائرة الرد فتجد بين يديك مئات العنواين التي تحمل هذا اللفظ فأحدهم يؤلف كتابا فيأتي الآخر ليرد عليه و عاد هذا دأبنا و أحيانا كثيرة يكون الرد بفارق زمني كبير قد يجاوز القرنين حتى وجدنا انفسنا أمام الرد على كذا فيأتي كتاب رد الرد على كذا فيأتي كتاب رد رد الرد على كذا و ندخل سلسلة مملة ما لها نهاية..

و لن تجد كتابات العرب في جلها تخرج عن دائرة الشرح فنجد من يكتب كتابا ذا قيمة علمية و فكرية فيكون ثمرة تعب و كد و عمل مضني و بعد فترة يؤخذ احدهم الوليمة جاهزة و يدعي انه يقدم شرحا كون العقول يعسر عليها فهم الكتاب الأول. و ياتي بذات التعلة آخر ليشرح الكتاب الثاني و هكذا دوليك إلى أن نصل إلى كاتب ساذج لقارئ غبي..

و لن تجد كتابات العرب تخرج في جلها عن دائرة الجحود فعديد الكتابات الهامة في عالمنا العربي و بعض تلكم الكتابات مرت عليها قرون لم تجد إلى اليوم من يستثمر ما جاء فيها بل كل المجهود هو الاقتباس لرد او الشرح و هذا خور ما بعده خور و يعكس إما عقلية نرجسية لكل من اعتقد أنه فريد عصره و لا بعث خير منه و إما عقلية تقزيم الذات و كأن ما وصل إليه الأولون هو الكمال فلا يضاف إليه شيء و لا يستثمر منه شيء..

فتخيل نفسك أيها العربي أمام كتابات بها اجترار و مغالطة و كتابات ركيكة بين الشرح و الرد و كتابات بها جحود فكيف لها ان تطور المسار الفكري العربي و من خلالها المسار الفكري الإنساني؟؟؟ .. فيا عرب أصرخ فيكم لا تغتالوا أوراقنا بالرصاص الذي في أقلامكم .. و لا تغرقوا أوراقنا بفيض حبركم


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire