mardi 10 janvier 2012

طموح الرفاق دون مطمعنا

آمنت بمشروع الثورة قبل قيامها و بذلت بعض المخاطر في سبيل تحقيقها.. لم تكن مخيلتي قد تنامت آفاقها حتى تحدد أبعادها و النتائج التي تتمخض عنها.. كنت لاثور من اجل ديني الذي هو محور حياتي و من اجل استرداد شخصيتي التي نهبها المتغرب و اعيش في جو تعددي دون تعصّب.. تعرفت على أكثر من صديق يحمل هم إسقاط دولة الإستبداد و استرجاع الحقوق و الحريات المسلوبة.. لم أفكر يومها و لا احسب أن أصدقائي فكروا في البطون الخاوية او الأيادي العاطلة فهمنا الحرية و العدل همنا أن لا يعيش الإنسان مستعبدا بلا صوت يعبّر عنه و ان يدرك حقّه من دون جور و ان نعيد لوطننا امجاده و ننصف تاريخه.. جاءت الثورة و اعتقدت أني سأصيب غايتي غير أني لم اجد من ذلك شيء... فتحولت المسألة الدينية في الوسائل الإعلامية مجرد قضية هامشية و الهوية إنما هي إستقطابات سياسوية و العدل و الحرية ليست بالقضايا الآنية فاليوم معالجة كل الأمور تعود للصراعات الطبقية فنحن المتسولون من نعرف في كل يوم أكثر من مجاعة و أطفالنا يعانون نقص المناعة نثور من اجل الجوع و العطش فتونس دولة منكوبة حدثونا انها تصارع من اجل احتلال مرتبة مشرفة في ذيل الدول حتى نكون و لا فخر أفقر دول العالم و في الشاشات حرية الإعلام بواكي يندبون حظهم العاثر الذي جعلهم ينتسبون لبلد إسمه تونس و يكررون على ألسنتهم تهميش تهميش و يرسمون أنفشهم طير بلا ريش عراة حفاة معجزة كل من فيهم أنه استطاع أن يعيش... هي ثورة شبيهة بثورة الجياع في عصر الفراعنة لإسقاط بيبي الثاني و اضرب بالتطور الإنساني عرض الحائط و دع عنك تخاريف الحرية و العدل و الكرامة و المساواة فهي شعوذات بالية و ليست بقيم إجتماعية فالقيم الإجتماعية أكذوبة و ما هي إلا قيمة واحدة لا غير: الأكـــل.
إنه جحود بما إن صح التعبير عنه بالثورة المحمدية التي جاءت لتنتشل الإنسان من ظلمة الجهل إلى نور اليقين فلم تجعل من الإنسان بهيمة او روبوت.. بل هي ثورة قائدها رسول موحى إليه من رب العزة و اتباعه رجال أفذاذ ناصروا من بعث رحمة للعالمين.. إن الثورة تبنت مشروع او رسالة أعادت للإنسان إنسانيته فكرمته و استرجعت له حريته و أجابت عن كل ما يخالج صدره و لم يمنع كل ثائر من التمسك بالثورة و الانتصار لها رغم الجوع حتى ربطوا بطونهم بحجر إلى أن أرست الثورة على بر الأمان.. قدمت الثورة المحمدية للإنسان النموذج الحضاري الذي تفرّد عن سابقيه فلا يذوب فيه فرد و لا يظلم أحد.. ثورة كان نصيب الفرد فيها إشباع لروح و العقل و البطن و كان نصيب المجموعة وحدة الصف و الوفاق... فكل مسلم عاش هذه الثورة بقلبه يريد أن يعيشها بأركانه فلا يرضى بأن تعرفه بمجرد كائن يميل لراحة و الكسب المادي.. فإن دافع كل ثائر في هذه الثورة لم يكن أبدا دافعا ماديا فتعرض البعض إلى خسارة مكانته الإجتماعية و مكانته الإقتصادية و تعرض آخرون لتهجير و الموت و الدافع مكسب معنوي فالمكسب هو انتشار الفكرة او بتعبير آخر الدعوة الإسلامية و اول من حمل الفكرة أبو بكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه و هو من كرام القوم... هذه الثورة و دون الإسترسال في تفاصيلها هي منطلق مشروع هدفه الوصول لكل فرد على المعمورة و اليوم بشكل او بآخر كل مسلم يحتاج إسترجاع النفس الثوري لثورة المحمدية ليعمل على استمراريتها و امتدادها إلى كل أصقاع العالم.

مع إنطلاق الثورة التونسية كانت أولويتي المساهمة في إسقاط النظام و على رأسه وزارة الداخلية و الحزب الحاكم و الوصول لأول انتخابات تفرز إرادة شعبية يمكن أن تمثل اولى المعطيات الموضوعية لبناء تصورات و اتخاذ مواقف سياسية للوضع التونسي و من ثم يبدأ مشوار سياسي يحافظ على جو ديمقراطي و نعود للبيت فرحين مسرورين... و لكن على اثرها وجدت الثورة التونسية لم تكن معزولة بل نحن في اطار استمرارية ثورية لثورة المحمدية فالغاية إنسانية و عالمية تحيي في الانسان كل القيم الكونية من الحرية و العدالة و المساواة لا بالمعايير الدولية لأنظمة الظلم بل بالمعطى القراني و تيقنت أن السبب من البداية لم يكن الجوع و الغايات المادية فحسب بل شمل غايات أسمى بداية من جملة القيم الإجتماعية إلى القيم الإسلامية من التوحيد و التعبد لله سبحانه و تعالى و الجهاد و الدعوة و لابد من التذكير في هذا المقام أن أول ما جعل التونسي يسب علنا الوزير و المستشار هو حادثة التلوث الصوتي و أن اول ما جعل التونسي يرفض النظام علنا هو صور جامع المركب الجامعي بالمنار فالتونسي يدرك بفطرته ان ما عشناه هو فترة ذروة الثورة المضادة لثورة المحمدية و أننا اليوم نعيد إستمرارية الثورة المحمدية فالرفاق من اختزلوا الثورة التونسية في جملة مطالب اجتماعية أقول لهم ما قاله المجرم عبد الله صالح: فاتكم القطار.. فنحن ثوار لثورة امتدادها الزمني سابق ل17 ديسمبر و لن نتخلى عن الثورة المحمدية.. إن المشروع الإسلامي هو المحرك و الدافع الرئيسي للمسلم و اليتخيل القارئ تمسكنا بها من غير وعي فما بالك و اليوم بوعي بعدما شهدنا امتداد الثورات و ما يمكن أن تقدمه للإنسان في العالم.. إن الثابت عندي اليوم اننا و الرفاق لسنا في ذات السفينة فكل و اتجاهه فنحن بوصلتنا استمرارية الثورة المحمدية و أسلمت العالم و بوصلتهم انهاء الصراع الطبقي و تحويل الشعب التونسي إلى شعب إشتراكي

lundi 26 décembre 2011

التغيير الايجابي


التغيير الإيجابي مطمع كل فرد أو إمجموعة مع انه في البداية يحدث شيئا من الارتباك فالطفل الذي يسكن فينا يميل إلى المكان الذي وجد فيه و النظام الذي تعود عليه فما إن يغيره و إن كان إلى الافضل حتى يملئ العالم صراخه و لا ينقطع بكاؤه إلى أن تأتي عليه لحظات التعب فيستكين و يبدأ بوضع جملة من المقارنات بين الوضع القديم و الجديد و يسعى بكل شكل إلى التأقلم مما قد ينسيه الوضع الاول و يتعلق بالوضع الثاني.. و هكذا هي الثورات فهي تغيير إيجابي تحدث ارتباكا في مستويات عدة لكن تعب الامم غير تعب الطفل فقد تكون الثورة الدواء القاتل فينهك الشعب و تتدهور حالته ما يمنعه من بلوغ مرحلة الرصانة و التفكير فإما يستعجل في بناء ديكتاتورية أو يسقط في سجن الفقر المذل و هذا ما اخشاه على الثورات العربية.

إن شعبا عربي يخرج ضد طاغية و أزلامه فينادي باسترجاع حقوقه المهضومة و ينادي بالحرية لا يمكن أن تفسر حمله لثيوقراطيين على الاكتاف و تعلقه بمن يجعل من الحرية كفرا إلا مجرد ارتباك... إن شعبا عربي عانى التهميش و التصحر الثقافي الذي يسمح بامتداد جذور الديكتاتورية و عانى من مرحلة طويلة من تجفيف و تلويث المنابع و من ثم لا يجعل للامر مقاما يذكر فيبقى مستحمرا أبد الدهر لا أرجع الأمر إلا للارتباك


الجهل بالوضع القادم عائد إلى صورة ذهنية مشوشة فإما جهل كلي بالوضع المستقبلي أو صورة متخيلة مبنية على قراءة لحقبة زمنية ( هذه الصورة المتخيلة تبني مفارقة عجيبة فصورة الدولة الإسلامية كما هي مثالية عند الإسلامي لتمسكه ببعض مشاهد يرى فيها مطلق العدل و الحرية و الكرامة أيضا هي تمثل صورة سوداوية عند العلماني الذي يرى فيها تسلط ديني و تضييق على الحريات الفردية و تحجر و ركود فكري) و هذا أمر طبيعي في ثورة لم تسبقها مرحلة الثورة الثقافية و الفكرية فلم ترسم معالم الصورة و إنما جعلت شعوبنا ماضية إلى المجهول في طريق وعر موحش مما يجعل من الكثير يستسلم و يرتمي في حضن آمن بيقين أنه يحمله إلى مكان أكثر امنا فالعلماني يرتمي في حضن أشد المتطرفين العلمانيين و في مخيلته سيحمله إلى مكان شبيه بما يراه في فرنسا و الاسلامي يرتمي في حضن أشد المترطفين الإسلاميين و في مخيلته سيحمله إلى زمان شبيه بما جاء في الاثر عن الخلافة العمرية.. إن الامر شبيه بمن أسقط بيتا قائما و من ثم أجبر بمعدات يسيرة أن يبني بيتا أفضل من السابق و هذا من ذون أي عون لا من مهندس معماري و لا من عملة فلا يدرك من أين ينطلق و ما الذي سيكون عليه عمله فلن ترى غير الحيرة في وجهه و لن يرمقك بغير نظرة العاجز الذي ما ان تعرض شيئا من المساعدة حتى يؤمنك على كل شيء فهو غريق استسلم في بحور العجز و انت و ان كنت قشة سفينة الامن و السلام.. فالامر لا يعود للإيمان بقدرات من عرض المساعدة بقدر ما يعود إلى عجز المعروض عليه المساعدة و بالتالي من الخطأ أن نقيم ساحة سياسية أو طرف سياسي في ظل جو الارتباك...

الثورة يومها لن تكون ثورة إلا و قد جعلت من الانسان يذهب العجز الذي اعتراه بثقة و همة تعانق عنان السماء فالارتباك سيذهب ما إن تعرض الصورة جلية و يمد بآليات تجعله يخط المسار بنفسه دون الارتماء في حضن احد و بذاك يستعيد المرء شخصيه و يحفظ كرامته فكل فاعل سياسي يجب ان يكون امينا في تعامله مع شعبه فلا يسعى لمغالطته و يستغل ما به من عجز كالذي يستغل فقر فتاة ليفقدها عذارتها فيراعي فهم الناس و يتعامل بكل موضوعية و لا يكون كذئب تحين الفرصة لينقض على فريسته فيكون التعامل الموضوعي في مباشرة الأسباب الحقيقية لقيام الثورة دون الانشغال باستنساخ تجارب كما هي فإنسان الامس غير إنسان اليوم و الإنسان هنا غير الانسان هناك فالإنسان اليوم في ظل عصر العولمة و التطور التكنولوجي له جملة من المتطلبات لم تكن موجودة في القرن الماضي و الانسان هنا بثقافته العربية الإسلامية غير الإنسان هناك بثقافته الغربية النصرانية ... فالتجارب الناجحة تقدم جملة من الحلول يحتاج معها المرء إلى إعمال فكره ليلامئها مع واقعه و يكيفها مع الجو الذي هو فيه و بعد استكمال العمل بالحلول سنجد مطابقة في العموميات و اختلاف في التفاصيل... اما أن يشغل السياسيون الحركات الإسلامية المنتصرة بعدّ نسب النجاح فهذه قراءة خاطئة لمعطى مغالط فالجو المربك لا يعطي الحجم الحقيقي لكل طرف فقد يكون حجمهم اكبر من الذي تحصلوا عليه أو يكون دون ذلك و الحجم ليس فقط في نسبة التمثيل و إنما في نوعية التمثيل فالناخب لا يصوت للإسلامي فقط لتمثيل الشكلي بل لتحقيق غايات في نفس الناخب و معرفة تلكم الغايات كما أسلفنا بالعودة إلى الحالة التي كان عليها قبل الثورة و التي دفعته ليثور على الظالم فعلى السياسيين و الحركات الإسلامية ( أذكرها بشكل خاص لأنها تنتصر في غالب الاقطار العربية) أن يحققوا أهداف الثورة و شيئا فشيئا تتضح معالم الصرح الجديد و يكون للإستقطاب معنى و يكون اختيارهم في قادم الايام نابع من ثقة في القدرات و لم لا يكون طموحهم بخلق تجربة جديدة لها أصل و لكنها متفردة يستفيد منها الانسان فتكون تجربة عالمية يرى فيها الانسان مهما كان دينه أو عرقه يرى في تلكم التجربة حلولا واقعية فيستلهم منها عمله الاصلاحي أو الثوري في وطنه

في الختام حينما اتهم الثائر في مرحلة ما قبل الهدوء او ما كنيتها بالارتباك بأنه يعتريه شيء من الحيرة و العجز و الخوف هذا في نظري ليس استنقاصا من الثائر و إنما توصيف واقعي و مراعاة لطبيعة الانسان و ليس تشكيكا في خياراته كانتخاب النهضة في تونس أو حزب الحرية و العدالة في مصر فهو فوز منتظر قبل الثورات العربية يبقى أن النتيجة او النسبة هي التي تبقى مثار جدل و ننتظر فترة الهدوء لتكون نسبا دقيقة و معبرة و نجاح هذه الاحزاب في مسارها السياسي أساسا و في المحافظة على طرحها عبر الاستثمار الفكري و المعرفي هو الضامن لاستمرار ثقة المواطن بهم و ان رفع غيرهم شعارات سقفها اعلى من سقفهم فالإنسان في حال الهدوء لا يميل لشعارات بل يؤخذ وقتا طويلا في دراسة كل طرح و كل شعار و ياتي بمقارنات و مقاربات و ان اقتنع بأمر فيدفع ممثليه الى ذاك الخيار دون ان يختار غيرهم فلا بد اليوم أن يتحمل حكماء الامة و علماؤها و الساسة الصادقون مسؤولية حمل الثائر العربي إلى مرحلة ما بعد الارتباك و هي مرحلة الهدوء حتى يعود الثائر الحق كما قال الشعراوي و حتى يكون ثائرنا كما قال احدهم: الأيدى المرتعشه لا تبنى والنفس الخائفه لا تبدع وصاحب النفس الخائفه دائما ترتعش يداه فلا تبنى ولا تبدع.. والأيدى لا ترتعش مع
 العدل والنفس لا تخاف مع الامن والامان والاستقرار ....   هكذا نحصل تغييرا إيجابيا دونما ضرر للإرتباك

mardi 20 décembre 2011

أوراقنا تنزف

لم يرفع العرب أقلامهم و لم يجف حبرهم و نفد صبرنا و لم ينفد صبرهم و ضجر الكون من حولنا و لا شيء يقلقهم.. فيا للعجب !!! و يا أخ العرب لا تعاتبهم فلا يضيرهم العتب و لا تنصحهم فلن ينالك غير التعب من غيرما تسأل ما السبب..

لن تجد كتابات العرب في جلها تخرج عن دائرة الإجترار فتخلق فكرا مكبلا سببه تمجيد الماضي التليد و معزولا عن العالم و عن الفكر الإنساني فيجعلنا ندور كما يدور الحمار في الرحى..

و لن تجد كتابات العرب في جلها تخرج عن دائرة المغالطة بين العقل المفكر و العقل الفقهي فتجد من يدعي أنه مفكر يحل و يحرم و مهووس بهذه المسالة و كثير الحدوا عن المتفق عليه فقهيا فرسموا صورة سلبية عن المفكر..

و لن تجد كتابات العرب في جلها تخرج عن دائرة الرد فتجد بين يديك مئات العنواين التي تحمل هذا اللفظ فأحدهم يؤلف كتابا فيأتي الآخر ليرد عليه و عاد هذا دأبنا و أحيانا كثيرة يكون الرد بفارق زمني كبير قد يجاوز القرنين حتى وجدنا انفسنا أمام الرد على كذا فيأتي كتاب رد الرد على كذا فيأتي كتاب رد رد الرد على كذا و ندخل سلسلة مملة ما لها نهاية..

و لن تجد كتابات العرب في جلها تخرج عن دائرة الشرح فنجد من يكتب كتابا ذا قيمة علمية و فكرية فيكون ثمرة تعب و كد و عمل مضني و بعد فترة يؤخذ احدهم الوليمة جاهزة و يدعي انه يقدم شرحا كون العقول يعسر عليها فهم الكتاب الأول. و ياتي بذات التعلة آخر ليشرح الكتاب الثاني و هكذا دوليك إلى أن نصل إلى كاتب ساذج لقارئ غبي..

و لن تجد كتابات العرب تخرج في جلها عن دائرة الجحود فعديد الكتابات الهامة في عالمنا العربي و بعض تلكم الكتابات مرت عليها قرون لم تجد إلى اليوم من يستثمر ما جاء فيها بل كل المجهود هو الاقتباس لرد او الشرح و هذا خور ما بعده خور و يعكس إما عقلية نرجسية لكل من اعتقد أنه فريد عصره و لا بعث خير منه و إما عقلية تقزيم الذات و كأن ما وصل إليه الأولون هو الكمال فلا يضاف إليه شيء و لا يستثمر منه شيء..

فتخيل نفسك أيها العربي أمام كتابات بها اجترار و مغالطة و كتابات ركيكة بين الشرح و الرد و كتابات بها جحود فكيف لها ان تطور المسار الفكري العربي و من خلالها المسار الفكري الإنساني؟؟؟ .. فيا عرب أصرخ فيكم لا تغتالوا أوراقنا بالرصاص الذي في أقلامكم .. و لا تغرقوا أوراقنا بفيض حبركم


dimanche 20 novembre 2011

الإنسان يريد إسقاط النظام

أذكر فيما قرأت قولة لدكتور المنصف المرزوقي في احدى مقالاته: كان القرن الثامن عشر قرن الثورة الفرنسية والأميركية، وكان القرن العشرون قرن الثورة الروسية والصينية. أما القرن الواحد والعشرين فسيقول عنه المؤرخون إنه كان قرن الثورة العربية.. طبعا كانت القراءة صائبة في جانب و لكن الثورة التونسية كذبتها في جوانب اخرى فإن تميز المرزوقي في تنظيره لثورة, تميز الشعب التونسي في خلق ثورة أوسع من القطر التونسي و العربي و أعمق من المجتمع التونسي لتلمس أعماق المجتمع الإنساني الحر فكشفت حقيقة الزيف الذي يعيشه العالم و تضع حد لاستحماره طيلة سنوات استهلكت كرامة المرء و سلبت شخصيته فالشعار الذي رفعه التونسي رفعه المصري و اليمني و السوري و الليبي و الإسباني و البريطاني و الأمريكي فكلهم و ان فرقهم العرق و الدين و الجنس فقد جمع بينهم : الشعب يريد إسقاط النظام.. فأعتقد إزاء هذا الموقف الصائب هو قول : كان القرن الثامن عشر قرن الثورة الفرنسية والأميركية، وكان القرن العشرون قرن الثورة الروسية والصينية. أما القرن الواحد والعشرين فسيقول عنه المؤرخون إنه كان قرن الثورة الإنسانية...

إن الإنسان في هذا العالم رغم تمايز الدول و رتبها في قائمة أغنى دول العالم أو أفقرها فهو يشعر أنه محكوم بنظام واحد هو نفسه من يظلم التونسي في دولة بن علي من يظلم المصري في دولة مبارك و من يظلم الأمريكي في دولة أوباما فالظلم يختلف جنسه و يختلف في حدته و لكن لا يختلف في مصدره فهو نظام عالمي جاري على كل سكان المعمورة فنعتوه بأجمل النعوت (علمانية. ليبيرالية. ديمقراطية. تقدمية...إلخ) و سوّقوه على أنه أيقونة النظم و عصموه عن كل دخن و هو خلاف ما يختزل البعض المسالة في الصراع الطبقي فحتى الاغنياء يشعرون بالظلم فيجتمع الغني و الفقير في ذات الميدان او ذات الشارع أو ذات الزقاق ليرفعوا شعار: الشعب يريد إسقاط النظام.

إن هذه الثورة الإنسانية هي استكمال حقيقي لثورات السابقة و هي جامعة لحراك إنساني طال منذ زمن و لم يكن نسقه بسرعة واحدة و لا باتجاه واحد فيطرح جملة المفاهيم المنتشرة في العالم للغربلة و يضع جملة القضايا العالمية لإعادة النظر.. و لا يمكن أن نصل لتحقيق أهداف الثورة الإنسانية إذا لم يتحمل المجتمع الإنساني مسؤوليته في إنجاح جملة التحركات الشعبية في العالم و خاصة شعلة الثورة الإنسانية الثورة التونسية فهي مكسب عالمي لينتشل الإنسان من وضع مخزي لا يليق بكائن كرمه الله عز و جل.

إن هذه الثورة الإنسانية تضع أكثر من 6 مليار إنسان في مواجهة قلة احتكرت السلطة السياسية و الإقتصادية و الثقافية بل و حتى السياسة العلمية فهي المسؤولة عن دم كل فلسطيني و عراقي و أفغاني و شيشاني و سوداني..إلخ و عن كل من قضى جوعا في الصومال و النيجر..إلخ و عن كل ثانية يقضيها سياسي في معتقل و عن كل ورقة لم تقرأ لكاتب او صحفي و عن كل مشهد حذف لسينمائي او مسرحي و عن كل من تمت دمغجته في مدارس صناعة الغباء لنجاح الثورة الإنسانية في نظري يجب أن ننحو في عدة مسارات في آن واحد و ساعدد بعضها: عالمية الخطاب لكل ثائر.. تحديث المصطلحات و المفاهيم.. تثوير البرامج الإقتصادية و الإجتماعية داخل كل قطر ( فمعاناة الشعوب منعتها طاقة الصبر).. اليقين بان النظام العالمي الجديد ليس نظام القطب و الاطراف و لا نظام القطبين و إنما نظام الحراك الجماعي و سنة التدافع و هذا ما يعبر عنه بخلق تصور جديد للعالم او تصور حضاري جديد للعالم.. تضامن الشعوب فيما بينها عن طريق العمل الخيري و الجمعياتي... إلخ

كما و هناك مسؤولية مضاعفة على الشعب التونسي فثورته إما تنجح او تنجح و كما أنقذت نفسها من سطوة النظام العالمي زمن الحراك الشعبي يجب أن تنقذ نفسها زمن الحراك السياسي فخطوات النصر لم تعد بعيدة و هذا سيعطي شحنة نفسية أكبر لكل الشعوب فهي لا ترقب مجرد حراك بل ترقب ثورة ناجحة هي امل العالم اليوم

lundi 10 octobre 2011

ضد الظلامية 3

نواصل مع كتاب ضد الظلامية في الرد على الاتجاه الإسلامي لكاتبه حمة الهمامي... نواصل مع النقطة الثالثة من الجزء الخامس و الذي كان تحت عنوان: المرأة تحريرها أم تأبيد استعبادها

النقطة الثالثة: معركة السفور و الحجاب مجدّدا؟

يجعل حمة الهمامي من معركة الحجاب معركة مفتعلة و من ثم يقدم سؤال: هل حقا يمثل الحجاب عنوان القيم السلوكية التي تصون كرامة المرأة و يعيد الاعتبار لإنسانيتها؟ و بالتالي هل الإسلاميون دعاة هذا الحجاب هم الضمير الواقي لمجتمعنا من الانحلال و التسيّب؟
و يجيب قائلا: إننا نجيب على هذا السؤال بالنفي، لأننا نعتقد جازم الاعتقاد أن الفاصل بين دعاة الالبسة الخليعة ( البرجوازيين ) و دعاة الحجاب ( حملة الفكر السلف الاقطاعي ) شكلي. فالألبسة الخليعة التي تنتشر في المجتمعات البورجوازية بما فيها مجتمعنا تنبني من ناحية المفهوم على اعتبار المرأة بضاعة من جملة البضائع و صالحة للإستهلاك الجنسي و مدرّة للأرباح. لذلك يفني مصمموا الأزياء البورجوازيين وقتهم في صنع تلك  الألبسة التي لا هدف منها سوى إثارة الغرائز البدائية للرجال و ينساق العديد من النساء وراء هذه الظاهرة تحت تأثير وسائل الإشهار و بعنوان التحرر احيانا مكرسات نظرة المجتمع البورجوازي إليهن فيختزلن ذواتهن في مجرد وسيلة للمتعة و اللذة. أما دعاة الحجاب فينطلقون من ناحيتهم من اعتار المراة عورة و مصدرا للفتنة بل و شيطانا في شكل إنساني تثير الغرائز و تذهب بلب الرجال و من هذا المنطلق البدائي ينادون إلى حجبها عن الانظار اجتنابا للفتنة و حفاظا على عفتها.
و في الحقيقة كل هذه النظرة انتهاك لكرامة الامرأة و لعفتها لان حامليها لا يرون فيها سوى أداة لإثارة الغرائز و لأنهم يختزلون كرامتها و عفتها في فرجها و في مجرد خرقة القماش التي تضعها على جسمها. و هي كلها عار على الرجل لانها تجعل منه مجرد وحش جنسي أسير غرائزه و نزواته البهيمية، يعجز أن يرى في المراة ذاتا بشرية و رفيقة له في الحياة و العمل و الخلق.
و هكذا ففي الحجاب مثلما في الالبسة الخليعة ضرر معنوي للمرأة، فمثلما أن المرأة الخليعة تكرس نظرة المجتمع الرجالي البورجوازي لها كبضاعة، فإن المرأة المتحجبة تكرس النظرة الاقطاعية لها كعورة و كمصدر للفساد و بهذا الشكل يسقط على الحجاب قناع التعفف و الاصالة الذي يغلفه الإسلاميون أمام هجومات العلمانيين عليهم و يظهر صورته التاريخية البشعة و المتخلفة.
و علاوة على الضرر المعنوي الذي يلحقه الحجاب بالمرأة فإنه يلحق بها اضرار صحية اذ يحجبها عن الشمس و الهواء، و اضافة إلى ذلك فهو يلتصق التصاقا متينا بحجب المرأة بالبيت لذلك فهو لا يأخذ بعين الاعتبار وضعيتها كعاملة في الحقل و المصنع أو كمدرسة وطبيبة.
و من ثم يختم مقاله بقوله: و هكذا فإن اي امرأة واعية لا ترى في ذاتها بضاعة و لا عرة أو مصدرا للفتنة بل كائنا بشريا مؤهلا لأن يقوم في المجتمع بنفس ما يقوم به الرجل ستناهض في نفس الوقت الألبسة الخليعة كتعبيرة عن الحياة البورجوازية. و الحجاب كتعبيرة عن الفكر الاقطاعي لعصور الانحطاط و ستدرك أن عفتها و كرامتها انما في كسبها للمعارف. و في مشاركتها في الحياة الاقتصادية و في تسيير شؤون المجتمع و في اثراء حياته العلمية و الثقافية.

النقطة الرابعة: علاقات ديمقراطية أم علاقة سيد و عبيد

يرى الهمامي غيابا لموقف واضح للإسلاميين في شأن الأسرة و ان وجد فهو تذمر من التحرر النسبي الذي شهدته لا من التحكم الاقتصادي الذي تعاني منه.. و من ثم يبحث هنا و هناك ليجد شيئا من مقال الشيخ مورو فيستشهد به و بعد شوية هزان و نفضان يصل لاستنتاج : هكذا يتبيّن لنا نمط العائلة الذي يدافع عنه الإسلاميون، انهم لا يبدعون أي شيء جديد و انما يدعون فقط إلى ترسيخ المظاهر المتخلفة في العلاقات العائلية في مجتمعنا و حمايتها من كل تنوير جدي أنه نمط عائلي أبوي اقطاعي صورة للسلطة التي يريدون اقامتها في المجتمع. امير لا شريك له على رأس الدولة يتحكم في رقاب الناس و رجل على رأس العائلة يضطهد الزوجة و الأبناء على حد السواء.

الجزء الســـادس: الإشتراكية طريــق المرأة إلى التحــرر

يمجد الاشتراكية و ما يمكن أن تقدمه للمرأة و لكنه يقول أيضا الوصول إلى الاشتراكية لن يتم بعصا سحرية

ضد الظلامية 2

نواصل مع كتاب ضد الظلامية في الرد على الاتجاه الإسلامي لكاتبه حمة الهمامي

البــــاب الثـــاني: أفكــــار ظلاميــــة تــــحت غطـــــاء نهضـــوي

الجزء الأول: العلم و العقل سبب خراب البشرية:
في هذا الجزء يقتبس حمة الهمامي شيئا من مقال الشيخ راشد الغنوشي و يرد عليه في أكثر من نقطة حول علاقة الإسلامي بالعلم و العقل و يستدل برؤية تاريخية و جغرافية للمسألة.. هذا الجزء طويل بعض الشيء لذلك لن أنقل منه

الجزء الثــاني: ماذا يعني القضاء على الرأسمالية؟
في نظر حمة الهمامي العلم أهم وسيلة في انجاح المجتمع الاشتراكي

الجـزء الثــالث: لماذا يفرض الغنوشي هذه الإستنتاجات؟
يستغرب حمة الهمامي تجاهل الغنوشي لدور العقل و العلم و يستغرب أيضا تجاهل الغنوشي لخطر الرأسمالية و يختم مقاله بقوله: إن العقل البشري سيظل يتطور و العلم يتقدم كانسين كل أباطيل الظلاميين كالتي يروج لها الشيخ الغنوشي لدينا و التي يروج لها أمثاله في الشرق و الغرب. كما أن الطبقة الشغيلة ستكنس الإستغلال الرأسمالي و تقيم العدالة الإجتماعية و تعيد إنسانية الإنسان في مجتمعها الإشتراكي. ذلك هو مسار التاريخ الذي لا قدرة لشيخنا على صده

الجــزء الرابع: الحركات السياسية الدينية صحوة ام ردّة
يتعرض هنا حمة الهمامي لموقف الغنوشي من الأوضاع التي تعيشها بلداننا العربية و التي تتلخص حسب الهمامي في كونها تجعل من الغرب ذا استراتيجية تسعى لتفتيت العالم العربي و انطلقت أساسا بالتعويل على المتغربين و هذا ما سيؤدي إلى نفور الجماهير عنهم فيما يلي و التعليق بكل مظاهر الصحوة الإسلامية و نتحول من مرحلة الضعف إلى النهضة... فيرد حمة الهمامي في ثلاث نقاط:

االنقطة الأولى: لتغريب مفهوم غامض لبث البلبلة:
بحسب حمة الهمامي في ترديد معنى التغريب ثلاث مزالق:
أولا: يقدم الغرب و كأنه كتلة متجانسة معادية للعرب و الشعوب المقهورة عامة.. إلخ كما أنه يقدم الغرب و كأنه لم ينتج طوال القرون الماضية افكارا تقدمية في ميادين الفلسفة و العلوم و الادب و الاقتصاد و السياسة فيها مناصرة للعدل و الحرية و تطوير المعارف البشرية ( الماركسية مثلا التي تشكل ارقى منهج فكري توصلت اليه الانسانية الى حد الان في فهم الطبيعة و المجتمع) و حري بشعوبنا ان تستفيد منها في نضالها تماما كما استفادت الشعب الاوروبية في نهضتها منذ بصع قرون من حضارة العرب
ثانيا: يطمس الطبيعة الطبقية للإستعمار الجديد باعتباره سياسة مرتبطة بالنظام الرأسمالي و يقدمه و كانه سياسة قائمة على قاعدة عرقية أو دينية: ملحدون ماديون ضد مؤمنين. و بالتالي يختزل الإستعمار في مظهر أخلاقي و عقائدي و يعزله عن أساسه المادي
ثالثا: يطمس القوى الإجتماعية التي تشكل فعلا قاعدة الإستعمار و الإستعمار الجديد في البلدان العربية و البلدان التابعة الأخرى

النقطة الثانية: الإمبريالية و توابعها أعداء الشعوب
التغريب عند حمة الهمامي هو رديف الامبريالية و الأمة الإسلامية ليست في حرب صليبية بل في عداء مع الامبريالية و العدو الداخلي هي الطبقة البرجوازية

صحوة الغنوشي كل ما يجب لتحقيق الانتكاسة:
ما يسميه الغنوشي طلائع الصحوة الإسلامية يسلط عليها الضوء حمة الهمامي ليراها بالفعل طلائع صحوة أم جحافل ظلام تعد بالإنتكاسة و العودة إلى عصور الإنحطاط. و حتى يصل لرؤية سليمة يأخذ المثال الإيراني و من ثم المثال السوداني و من ثم المثال الباكستاني و من ثم يعود لمثال الاتجاه الإسلامي في تونس و يطرح تساؤلات حول نظرتها الاقتصادية و المجتمعية ليصل حمة الهمامي بخلاصة: هذه عينات من الحركات الدينية التي يتحدث عنها الغنوشي و ينعتها بطلائع الصحوة الإسلامية و ملخص القول أنها لا علاقة لها بطموحات شعوبنا في تحقيق نهضة وطنية و اجتماعية شاملة. و في دحر هيمنة الاقتصادية و الاستعباد السياسي و الاعتدال الثقافي و القومي الذي تمارسه الامبريالية العالمية ضدها. ان هذه الحركات ردة غلى الوراء إلى عصور الانحطاط و هي اذ تتستر بالدين فلا خفاء طابعها الظلامي و الرجعي. إننا نعيش في القرن العشرين في عصر الرأسمالية المنهارة و الاشتراكية الصاعدة و لا يمكن لمعضلات مجتمعنا العربية و مجتمعات البلدان ذات الديانة الإسلامية أن تجد حلها خارج بناء الإشتراكية التي تحمل رايتها الطبقة العاملة  و الأحزاب الشيوعية  الحقيقية.

الجــزء الخـــامس: المرأة تحريرها أم تأبيد إستعبداها:
 يقول حمة الهمامي: و لا يشذ موقف الإسلاميين من قضية المرأة من حيث طبيعته الموغلة في الرجعية عن باقي مواقفهم من جملة القضايا التي خضنا فيها في الأجزاء السابقة. فهم لا يركزون في حديثهم عن واقع المرأة إلا على الجوانب الأخلاقيةكتفشي الإباحية و البغاء و التفسخ و انحلال الأسرة و تفككها. و لكنهم يعزلونها عن قاعدتها المادية أي عن النظام الرأسمالي و يفسرونها بمجرد عومال أخلاقية أخرى: ابتعاد الناس عن الدين ، و يسعون إلى توظيفها توظيفا رجعيا ضد المراة و المجتمع دائما تحت غطاء تطبيق الشريعة مستغلين ذلك حساسية الضمير الشعبي للأزمة الأخلاقية التي تنخر مجتمعنا و التي تمثل مظهرا من أزمته العامة. و المشاعر الدينية للطبقات الشعبية. و توق المراة الصادق إلى التحرر من القيود التي لا تزال تكبلها.

النقطة الأولى: المرأة العاملة تتمزق فلتعد إلى البيت !!
 يقول حمة: يكثر الإسلاميون من الحديث حول التمزق النفسي الذي تعاني منه المرأة العاملة... و طبعا ذلك لأنهم يعزلون المراة عن دورها الاقتصادي و يسلطون عليها الفكرة الاستغلالية التي تجعل من وظيفة المرأة الإنجاب و التنشئة... حمة الهمامي هنا أيضا يقتبس من كلام الغنوشي ليؤكد على تحليله في كون المرأة لها حق مقدس و هو العمل

النقطة الثانية: تعويض بغاء متستر ببغاء مقنن
يقول حمة الهمامي: و في الحقيقة فإن الإسلاميين الذين يتظاهرون بنقد الإباحية و الفساد البرجوازيين ، ينادون في نفس الوقت بإباحية و فساد اخرين. و يتجلى ذلك بوضوح من خلال دعوتهم إلى الرجوع إلى نظام تعدد الزوجات. و تعدد الزوجات هذا ليس في الواقع سوى شكل من أشكال البغاء و لكنه بغاء منظم و مقنن فأي حب و سعادة يمكن أن تشعر بها امرأة تعيش مع ثلاث ضرائر أو حتى مع ضرة واحدة و أي علاقة انسانية تلك التي يمكن ان تنشا بين رجل و فريق من النساء.. و يضيف حمة الهمامي: إن تعدد الزوجات يمثل شكلا من أبشع أشكال اضطهاد المرأة و هو قائم على اعتبارها مجرد آلة للإنجاب و لاشباع غرائز الرجل. ثم يعرج حمة الهمامي على المسألة فيقول: إن تعدد الزوجات لم يشكل تاريخيا في المجتمع العربي الإسلامي استثناء و لكنه كان قاعدة عامة منذ عهد محمد ( طبعا لا يذكر الصلاة على اللنبي صلى الله عليه و سلم ) و قد يبلغ احيانا حالة مهولة فلقد تزوج الحسين بن علي مثلا من 250 امراة ( بصراحة مانعرش حمة الهمامي منين جاب الرقم).... و يختم حمة الهمامي مقاله: هكذا يتبين لنا أن الإسلاميين في مناهضتهم للإباحية الجنسية و البغاء و الفساد في مجتمعنا لا ينطلقون من موقف مبدئي من ضرورة تحرير المرأة من الاستغلال الجنسي الأمر الذي لا يمكن أن يتم إلا في ظل مجتمع ينتفي فيه الإستغلال و الاضطهاد. و لكنهم يريدون تعويضه ببغاء و فساد منظمين تبقى المرأة ضحيتهما. و نحن نعتقد جازم الإعتقاد أن المرأة التونسية التي ترفض وضعيتها الحالية في المجتمع البرجوازي ستناهض بشدة مشروع الإسلاميين لن ترضى تعويض اضطهاد آخر أش و امر لأنه مشرّع

mercredi 5 octobre 2011

البديل المقنع

في 25 جويلية خرج علينا ناعق من الحزب العمال الشيوعي فصدع رأسنا بمقالة انهم مبدئيين و يحافظون على التسمية و لا يرون فيها معرة و لا مسبة و لا يتحرجون منها بل و يفتخرون بها و يعدون بالمواصلة.. صدقا لأن نيتي سليمة صدقتهم و أعجبني موقفهم و لكني صدمت عند عرض القائمات بإستبدال اسم الحزب بكلمة البديل الثوري ليغالطوا مناهضي الشيوعية

و هنا أتسائل حول ثنائة المبدئية و الانتهازية؟؟؟ اتسائل عن مدى نقض الوعود؟؟  أتسائل عن التسمية نفسها و احتكار صفة الثورية و هذا  يستغرب من حز يدعّي أنه أصبح يؤمن بالديمقراطية.... بالنسبة لي هو ليس بديلا فنحن لن نستبدل حزب بآخر و لا نظام بوليسي بنظام اشتراكي شوفيني و لم نرى له أي ثورية