samedi 24 septembre 2011

برهان بسيّس صدق و هو كذوب

كأغلب التونسيين انتظرت حوار مع أحد رموز الفساد الإعلامي و على رأسهم برهان بسيّس ( رغم إيماني أن مكانه الصحيح السجن) و صحيح أنه كان في قناة باعث القناة التطبيلية و صحيح كانت محاوره سمير الوافي الذي تزعجني تدخلاته أحيانا و التي تعكس ضحالة ثقافته الشخصية و الإعلامية و لكني انتظرته بكل ما لدي من حماسة و اختلطت المشاعر داخلي بين البحث عن جزء من الحقيقة و بين التشفي في عذاباته النفسية.. إلخ فتابعت الحوار حتى أني لم أكن أريده أن ينتهي
برهان بسيّس كعادته طليق اللسان و له قدرة على التأثير بإبراز حماسته و لوعته و حرقته عن كل قضية يطرحها حتى أنك تمنع نفسك من تصديقه نظرا لتجربة التي مررنا بها فكذلك كان و كذلك ظهر و لكني لم أسعى أن أعير اهتمام لأسلوب الخطابة بل إلى مضمونه فطرح قضية "قلابة الفيستا" من الإعلاميين و السياسيين الذين كانوا يتمعشون من نظام بن علي و يهادنون السلطة و يسكتون على القمع و الإستبداد و يتنافسون على تموقع في صدارة أبواق السلطة و أغلبهم اليوم عادوا ثورجيين في ذات المنابر الإعلامية فلم يغيروا من أسلوبهم فقط غيروا الفريسة  فريستهم بضعة أشخاص معظمهم خارج السجون بل خارج أرض الجمهورية... و طرح قضية فساد الساحة السياسية التونسية و هذا مما أشهده شخصيا في تجربة قصيرة في عالم السياسة في تونس فعلاقات مشبوهة بفاسدين و بسفارات أجنبية و رشاوي.. إلخ و من بعض من استأمناهم على وطننا و جعلنا من قادة نستمد منهم روح النضال فصدمت بجملة من الفضائع لا لها أول من آخر.. و طرح قضية إشكالية العقلية لا الأسماء و هذا سليم في نظري فذهب الكثير من الفاسدين و لكن ظل الفساد كما هو و لم نرى تغييرا ملموسا فعقلية النهب و السرقة لن تبني أمنا اقتصاديا و عقلية الرأي الواحد لن تبني ديمقراطية و عقلية الزعامة لن تبني تعددية... إلخ.. و طرح قضية المزايدة على عذابات أطراف الكل يعرف أنها كانت في محرقة ابن علي و خاصة الإسلاميين الذين عانوا من نظام ابن علي طيلة عهده و لكن كما قال برهان بسيّس كانوا فرسانا شجعان حينما سقط سيف عدوهم كفوا عن محاربته و هذه من أخلاقيات الإسلاميين و هي نقطة ضوء في عالم السياسة القذر و خاصة عالم السياسة في تونس

طبعا لن أجعل من برهان بسيّس رجلا ملائكي و كما قال 14 جانفي طهره من ذنوبه و أعاد له راحة النفس فالطبيعة البشرية دائما تكون حاضرة و انزعجت صدقا من عدم سرد مجموعة أسماء مناضلة من مختلف التيارات: القومية الليبيرالية الشيوعية الإسلامية.. و لم يذكر غير أم زياد و التي تستحق صدقا التكريم و لكن شعرت و أن الشيوعيين هضم حقهم فلم يذكر من بين أسمائهم إلا من تحول إلى بوق النظام نور الدين بن تيشة فلم نسمع كلمة حق في حمة الهمامي على سبيل المثال فبخلاف ما قاله برهان بسيّس ان المنصف المرزوقي و طارق المكي فقط من نادوا بإسقاط النظام فحمة الهمامي خرج أيام الثورة من السرية و دعا صراحة إلى إسقاط النظام و كذلك كانوا الإسلاميين في تدخلاتهم على القنوات التلفيزة و كلنا يذكر حديث المساء على الجزيرة و الصحفي لطفي زيتون و الذي ضرب نظام ابن علي ضربات قاسمة الظهر و فضح خفايا هذا النظام الفاسد

ما ازعجني صدقا رغم تقديري لرسالة الإعتذار لضحايا نظام ابن علي هو عدم تسمية الفاسدين عند قص أحداث او عند بسط الأمثلة فالناس ليسوا على درجة واحدة من المعرفة و المتابعة فالكثير لم لا يعرف تفاصيل كثير أمور مما ذكر كمهرجان أوسّو كإشارة لحبيب جغام و التحول من البؤس و الشقاء في أحداث الحوض المنجمي عن لطفي العماري و غيرها من الأمثلة و كنت شخصية أنتظر المزيد فهؤلاء لم يحترموا الشعب التونسي و لا ثورته و تلاعبوا بمشاعره لمصالحهم الضيقة

و شخصيا استخلصت أنه صدق في كثير من المواضع رغم ما عرف عنه من كذب و أتمنى صدقا أن يحال إلى محاكمة عادلة و لكن ليس بغاية التشفي و انما ضرورة العدل فلا مصالحة قبل المحاسبة و لا معنى للمصارحة بلا محاكمة.. و في الختام يبقى بهتان بسيّس بهتان و بخلاف ما ذكر فقد قرأت له مقالات اعتدى فيها على زملائه في الصحافة و أذكر منهم محمد الحمروني و غيره كثير و لا أعتقد أن دخل للإصلاح من الداخل بقدر ما كان الدور البحث على مناصب وزارية و رغم ما كان من صدق في خطابه اليوم فلا ينسيني شخصيا تاريخا زاخرا من الكذب و حتى أني أحيانا أعتقد أن الصدق في كلامه زلات لسان

2 commentaires:

  1. والسياسة الخامجة و اللي مافيهاش خير أو شر !!!!!ا

    RépondreSupprimer
  2. برهان بسيس هو قطعا أفضل من كثير من المنافقين الذين قلبوا ظهر المجن وتحولوا بسرعة البرق إلى مناضلين ثوريين المهم أن أن يحذر التونسيون من نشأة مثل هذه الظواهر المرضية مجددا.. دور بسيّس افتكّه اليوم نور الدين بن تيشة و محسن مرزوق و لزهر العكرمي والقائمة تطول... الأكيد أن بسيّس حاول بطرقه المعهودة أن يخفّف مما إقترف بإعترافه الشخصي ... لكنه صرّح بجزء كبير من الحقيقة ... أعتقد أن التركيز على ما ذكره من حقائق -و كل من كان يتابع الساحة السياسية قبل 14 جانفي يعلم ذلك - أفضل بكثير من مواصلة شتم الرجل، فمهما تحدّث لن يخلق لنفسه عذريّة جديدة ... لأن بسيّس هو بسيّس ... بلعوط و منافق الجمهورية الأوّل ! أعجبني لما قال نعتذر لكل من أجرم في حقه نظام بن علي ومش للتوانسة الكل خاطر فما إلي كان شايخ وتوا عمل روحو معذب ومظلوم ..

    RépondreSupprimer