dimanche 25 septembre 2011

لـــــــن أصــــالح

حينما كان أفراد الشعب التونسي كل قابع في بيته فرحا مسرورا.. كان محمد جغام شعلة الثورة التونسية و صدع بالحق يومها برهان بسيّس فصاح من أمام المبنى الضخم لتجمع يسقط النظام فأجهش الجميع بالبكاء و لم يثني أبو بكر الصغيّر نفسه على أن يأخذ المشعل من بسيّس و خطب في التجمعيين خطبة عصماء فخرج آل تجمع بزعامة محمد علي الغرياني يجوبون الشوارع في تحد لأجهزة البوليس و البوليس السياسي التي هم براء فعرضوا أنفسهم لرصاص الحي بصدور عارية و كان يسقط التجمعي تلو التجمعي و كردة فعل من الوزراء أحمد فريعة و كمال مرجان إلا أن تركوا ابن علي و انضموا لتحركات التجمعية و كشفوا جملة ملفات الفساد التي كان عليها نظام ابن علي و ماكان من رجال الأعمال الذين كانوا في اللجنة المركزية لتجمع إلا أن قاطعوا التعامل المالي مع السلطة فشلوا النظام و افقدوه دعامة التمويل.. و جاء يوم الحسم يوم 14 جانفي حينما لم يبقى تجمعي واحد في بيته إلا و قد خرج في  شارع الحبيب بورقيبة فعٌزل ابن علي و مقربيه فاختاروا الهرب

إن كان هذا سيناريو الثورة فأخي المواطن صالح.. إن كانت هذه هي الحقيقة فانتخب كمال مرجان و حزب المبادرة.. إن كانت هذه هي الحقيقة فانتخب حزب الوطن.. إن كان هذا هو السيناريو فضع يدك في يد التجمع لبناء دولة ديمقراطية.. إن كان هذا هو السيناريو فأحمد فريعة أولى بالسلطة من غيره.. إن كان لبسيّس مقام صدق فاعتبره اعلامي الثورة..

إن من أعجب ما نشهده اليوم أن الثورة تعجز عن بتر ورم التجمع و لم يتخلص الوطن من علته بل و نراه اليوم يستشري في جسد وطننا الغالي و عاد لآل تجمع مكان في الساحة السياسية بل و حق في الثورة التونسية و نصيب مرتقب في السلطة و عجز عن مقاضاة التجمعيين لأن منهج التفكير مغالط فلا يمكن إدارة أحكام قضائية ضد أشخاص في التجمع و إنما محاكمات سياسية ضد التجمع و قانون التجمع فالأمر يتعدى الشخص إلى القانون نفسه و الذي برر جرائمهم و كان آدات لعبتهم القذرة

من النوادر أن آل تجمع بعد سنوات الجمر و القهر يطلبون دونما استحياء و دونما محاسبة لوضع اليد في اليد مع الشعب و هذه الجملة بالذات سمعتها من اكثر من تجمعي في أكثر من مقام.. ألا شلت يد خانت عهد الوطن و المناضلين و الشهداء

لن أصالح و أقسمت عليك بدماء الشهداء و دموع الثكالى أخي لا تصالح و لو منحوك الذهب.. لا تصالح على الدم حتى بالدم.. لا تصالح و لو قيل رأس برأس.. لا تصالح و ان حرمتك الرقاد صرخات الندامة.. لا تصالح و تؤجرك بتاج الإمارة.. لا تصالح و لو قال من مال عند الصدام ما بنا من طاقة لامتشاق الحسام.. لا تصالح لو قيل ما قيل من كلمات السلام.. لا تصالح و لو تقتسم مع من قتلوك الطعام.. لا تصالح و لو ناشدتك القبيلة.. لا تصالح و إن قيل النصح حيلة.. لا تصالح و إن حذرتك النجوم.. لا تصالح و ان وقفت ضد سيفك كل الشيوخ و الرجال التي ملأتها الشروخ.. لا تصالح فليس سوى أن تريد.. أنت فارس هذا الزمان الوحيد.. و سواك المسوخ.. لا تصالح لا تصالح


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire