mardi 27 septembre 2011

الفارغون أكثر ضجيجا

أتمنى ان يأتي يوم تستقر فيه الاطراف السياسية على رأي.. منذ أشهر و في حديثي مع العديد من الاطراف السياسية صدعوا رأسي بدعاية كون الانتخاب لا يكون إلا على برامج و وجه كيل الاتهام للإسلاميين بخلو طرحهم من برامج واقعية و اكتفائهم برفع شعارات كشعار الإسلام هو الحل دونما تبيان لعملية التنزيل و لأن نجيب الشابي مثلا حاول الابداع اتى بمقولة أن الإسلاميين برنامجهم الاقتصادي: و ما من دابة على الأرض إلا على الله رزقها.. و تناقلها العديد في اطار انتقاد الإسلاميين و طبعا خص الامر لهم دون غيرهم فعديد الأحزاب لم تقدم برامج انتخابية و لا حتى وفرت بيانات انتخابية و علاما؟؟ الله أعلم ... كانت هذه الأجواء إلى حدود 14 سبتمبر حين عرضت حركة النهضة برنامجها الانتخابي و الذي أذهل الكثير في شكله و مضمونه و ان احتمل في بعض نقاطه النقد و الجدل و ذاك طبيعي فكل و زاوية نظره و أثبت الإسلاميون أن لهم برامج و ليسوا من بني المدارس الحنجرية التي لا نسمع إلا ضجيجها و كما قال العجمي الوريمي (هيثم):  كتبت قبل الثورة مقالا بعنوان ،هل يملك الإسلاميون مشروعا؟  وطرحت فيه دلالات المشروع السياسي وأنا أضمر الإجابة عن السؤال بنعم، بالتأكيد يملك الإسلاميون مشروعا للبلاد والأمة واليوم تعرض حركة النهضة برنامجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا مفصلا ،شاملا ،يفخر به الذين أعدوه وسعد به الذين إطلعوا عليه وهو يتضمن حلولا عملية واقعية وطموحة تستجيب لآمال وتطلعات التونسيات والتونسيين وهو عمل بشري يحتاج منكم التطوير وإبداء الرأي فهو منذ أن تم إطلاع الرأي العام عليه لم يعد ملكا للنهضة وحدها بل ملك التونسيين جميعا لانه  برنامج لتونس المستقبل.. تونس كما نراها .. تونس أفضل.. بنهضة أقوى .... فتحول الاتجاه العام لسياسيين من الدعاية بأن الانتخاب على أساس برامج إلى الدعاية أن المجلس التأسيسي فقط لصياغة الدستور و لا حاجة ببرامج اقتصادية و اجتماعية و انما بحاجة لتبيان الاتجاه العام و الذي ستدون عناوينه الكبرى في دستور الدولة و الغريب في الأمر ان ممن يروجون للقول في ذات الآن يدعون إلى مجلس تأسيسي بكامل الصلاحيات طبعا تناقض غريب فالعناوين الكبرى هو فقط تدوين النقاط الكبرى للمرجعية الايديولوجية في الإقتصاد و السياسة و المجتمع و بالتالي هي دعوى مبطنة للإستقطاب الايديولوجي  في حين المواطن في حاجة إلى معرفة آليات التنزيل فقد يطربه كلام و لكن لا تقنعه الاعمال فاحتراما له على الاطراف المترشحة أن تبرز آليات العمل المراد فعله و للمواطن الحكم.. و البعض الآخر تعلل بعدم تقديم برامج انتخابية من حيث أن البرامج تبنى على أساس معطيات و أرقام و الطبيعي بالنسبة له انها مغلوطة فوقف حمارهم عند العتبة و هذا من المضحكات المبكيات فأغبى سياسي في قالب غلطة تحط رئيس او أمين عام لحزب أو ناطق باسم حزب فعليه أن يضيع من وقته الثمين ربع ساعة لاستشارة المختصين في علم الاقتصاد فيتجاوز أضحوكة مليونية على تفاهة من يبرر العجز بالجهل

حقيقة الأمر يسيرة أن البرامج الانتخابية و خاصة البرامج الإقتصادية تحتاج ميزانيات ضخمة (يقدر بمئات الآلاف من الدنانير) و دراسات المشاريع إلى ميزانيات أضخم و إلى كفاءات بشرية و إلى مساحة كبيرة من الوقت.. و الظواهر الصوتية التي تظهر في حلة أحزاب لا موارد مالية عندها و مجموع منخرطيها أحيانا لا يتجاوز العشرات (مبالغة و لكن لا يمكن أن يوفر عشرات من علماء الاقتصاد إلا إن اعتمد على مؤسسات مختصة) و لم يستثمروا الوقث و سرعان ما دخلوا في معركة خاسرة فارتبكوا و تناقضت أقوالهم و البعض ليحفظ ماء وجهه أعد الاهداف و صاغها في شكل برنامج من طينة تشجيع كذا و رد الاعتبار لكذا.. بلا أرقام و لا تفصيل فهو كلام فضفاض لا يسمن و لا يغني من جوع

و هذا ما تجاوزه الإسلاميون بيسر و تجاوزته النهضة دونما عناء كبير فبعدما شجعت على طلب العلم لسنوات و ضمت عشرات المتخصصين في كل مجال فكان العلم و المعرفة  العمود الفقري للحركة و هذا عملا بما أمرنا به ديننا الحنيف بطلب العلم بمختلف أصنافه و لم يتنكر أبناء النهضة لحركتهم فـــــــــتـــطوّعوا و عملوا على انجاز برنامج متكامل دون مقابل مادي فوفروا على الحركة مشقة مبالغ مالية طائلة ربما كانت غير قادرة حتى على توفيرها فلم يبخلوا بعلمهم و جهدهم و وقتهم و عملوا بلا كلل و لا ملل




و طبيعي أن هذا العدد من الخبراء تشخيصهم علمي و بحثهم دقيق و حلولهم منطقية و ان اختلف في بعض نقاطها و هذا طبيعي عند كل برنامج و أي برنامج لا يخلق شيئا من الجدل فلا معنى له و لا أثر له و أخيّر أن ينتقد حزب بعد تقديم برنامج على أن ينتقد دونما تقديم برنامج فمن لا يقدم برنامج فلا يستحق غير التجاهل

ان حركة النهضة وعدت منذ أشهر بتقديم برنامج و أوفت بوعدها و هذا دليل عن مصداقية الحزب فلم يعد بأمر و أخلف بل كان في الموعد و عند انتظارات الشعب التونسي .. و الانتخاب في جزء كبير منه يعتمد على الجانب النفسي و الذي ركيزته الاطمئنان و لا يطمئن المرء إلا مع من له مصداقية .. المفاجئة أن البعض يحاول التشكيك في مصداقية البرنامج فهو يستهدف صدق الحركة و جاء بحجج متعددة كالتشكيك في القدرة على توفير 590 ألف موطن شغل بحلول 2016 و هنا أتسائل هل الطبيعي أن أصدق رقم جاء من بحث و جملة من المعطيات أم أصدق من لم يكلف نفسه عناء البحث و المحاولة؟؟ هل أصدق كلام خبراء الاقتصاد أم المتنافسين على المناصب السياسية؟؟ فهل أفرط في من لديه أرقام يحاسب عليها أم أتمسك بمن يريدون من الشعب الامضاء على عقود بيضاء؟؟؟

رسالتي إلى أبناء النهضة كونوا في الموعد في الحملة الانتخابية إلى الترويج لهذا البرنامج الريادي و لا تجعلوا من جهد العاملين طيلة أشهر طويلة تذهب هدرا و لا تشغلوا أنفسكم بكلام السياسيين العاطلين و المعطِّلين فأطماعهم السياسية لا تثنيكم عن خدمة وطنكم و تحقيق نهضة شاملة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire