البارحة تحصلت على نسخة من كتيب ضد الظلامية في الرد على الإتجاه الإسلامي لمؤلفه حمّة الهمامي... المقدمة كانت بقلم محمد معالي تحت عنوان الائـكية.. ميــدان المعـــركة الحقيــقي. و من جملة ما جاء في المقدسة اقتبس هذه الفقرة القصيرة : و لقد بدا جليّا أن النضـال من أجـل اللائـكيـة أو منـاواتها هو اليوم الحـد الفاصل بيـن أنصـار الديمقراطية الحقيقييـن و أعدائـها و أن التسـتر وراء الدفـاع عـن الدين ضد الكفـرة و الملاحـدة ما هو في حقيقـة الأمر إلا سمسرة يريـد من ورائها أصحــابـها استغلال جهل ســواد الشعـب لتجنيـدهم في حــرب صليــبية جديـدة يكونون هم فيها سادة الحـرب في حيـن تكون فيها الجماهيـر لحما للمدافع. إن محاولـة المؤلّف الجريئة فضح لعبة المبشرين بالصحـوة الإسلاميـة المزعومة و المدافعين المزعومين عن هويتنا و تعرية المتذيلين لهم أو المتواطئيـن معهم ليهنّروا بوفاق مؤقت حتى يأتي اليـوم الــذي يـلاقـون فيه مصيـر نظرائهم في إيران هي التي تعطي هذا الكتيب صغير الحجم وزـنه الحـقـيـقـي...
البـــــــاب الأول: قراءة فــي خــــــــــط الإتــــــجاه الإســــــــلامـــي
الجزء الأول: الديـــن كــجزء من الإيديـــولوجيــة الرسمــية
يقول حمة الهمامي: فالدين ركن من الأركان الإيديولوجية لنظام للدفاع عن الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و تبرير الفوارق الطبقية
فالرزق في الإسلام بيد الله الذي يبسط الرزق لما يشاء (يقتبس من أكثر من آية قرآنية) لذلك تجد البرجوازية مصلحة أكيدة في الحفاظ على الفكر الديني لما فيه من أغلفة الإستغلال الذي تمارسه على الطبقات الكادحة و من الملاحظ أن دور المؤسسة الدينية في تونس قد تدعّم مع تفاقم أزمة النظام القائم و انتشار مظاهر البؤس و الفقر و بداية نمو الوعي الطبقي للجماهير. ففي بداية ال60 كان الفكر العصراني هو الركيزة الأساسية التي اعتمدها النظام لتبرير سياسته التي كانت تهدف إلى توسيع رقعة الإستغلال الرأسمالي و بسط هيمنة برجوازية الدولة و في هذا النظاق تم الإفتاء بإمكانية تجاوز الصيام كما شنت حملة ضد الأولياء و لكن كل هذا لم يكن يمت بصلة إلى اللائكية إذ روح المناهضة لتقاليد الدينية التي اظهرها النظام في ذلك الوقت لم تكن مؤسسة على مقاومة الظلامية و نشر الوعي الديمقراطي العلمي بل كانت مؤسسة أولا ضرورات اقتصادية و ثانيا على موقفها المعروف من التاريخ و الثقافة و قد اتخذت تلك
المواقف اشكالا بيروقراطية استفزازية و هو ما جعل الطبقات الشعبية تواجهها بالعداء لأنها رأت فيها اعتداء على مشاعرها
الجـزء الثـاني: بــروز تيار سيـاسي ديني ظــلامي
و هنا يبسط حمة الهمامي ظروف نشأة الإتجاه الإسلامي و يعتبر أنها كانت في أحضان السلطة و لم ينمو العداء إلا حينما شعر الإسلاميون بالقوة فظهرت رغبتهم في افتكاك السلطة
الجـزء الثــالث: معـــاداة التطـــور و التقـــــدم
يستهل حمة الهمامي بقوله: يمثل الإتجاه الإسلامي من الناحية الإيديولوجية تيارا ظلاميا من أكثر التيارات الدينية رجعية في عصرنا الراهنو يكمن ذلك في عدائه لكل فكر علمي و تأسس نظرته للعالم على مفهوم مثالي ميتافيزيقي متخلف فالرؤية الفلسفية للإسلاميين تنبني على اعتبار أنه لا يوجد سوى مصدر واحد للمعرفة تنطبق تعاليمه على كل زمان و مكان و على الحالات العامة و الخاصةو هذا المصدر هو الفكر الإسلامي مجسّدا في مرجعه الأساسي القرآن الذي على الغنسان أن يمحصه و يفهمه و يستخرج منه الحقيقة باعتبار ما جاء فيه من قول: ما فرطنا في الكتاب من شيء.. فالإسلاميون يعطون القرآن الذي جاء على امتداد عقدين من القرن السابع صبغة مطلقة و يسقطونه على كل العصور مجردين إياه عن الظروف التاريخية التي جاء فيها غير مراعين التغيرات الإقتصادية و الإجتماعية و الفكرية و العلمية التي تحدث من عصر إلى عصر....إلخ
فيأتي حمة الهمامي بتحليل لقوله الذي أوردناه ليبين أن الإسلاميين أعداء التطور يجمعون الصفتين المميزتين لكل إيديولوجية رجعية: المثالية و الميتافيزقيا
الجــزء الرابـــع: التستر بالإسلام لا يــنفي الإنـــتماء الطـــبقي
يرى حمة الهمامي أن مشكلة الإسلاميين مع السلطة فقط على المستوى الأخلاقي في حين يرى أن المشكل مع السلطة في الخيارات الإقتصادية و الثقافية و الإصلاحات الإجتماعية و حتى الاخلاقية و يلوم حمة الهمامي على الإسلاميين خلو طرحهم من أي برنامج فيقول: بل يكتفون بترديد برنامجنا هو الإسلام و لكن هل هذا يكفي؟ (طبعا الكتيب سنة 1986 و لم يكن بعد 14 سبتمبر 2011) كما جاء بتحليل على كلمة برنامجنا هو الإسلام فيقول: و لو حاولنا أن نفكك شعار برنامجنا هو الإسلام الذي يرفعه الإسلاميون فإننا سنجد أنهم يمثلون على عكس ما يدعون مصالح الطبقات الرجعية فبرنامجنا هو الإسلام يعني عمليا فرض الزكاة و تحريم الربا كإجرائين يذهب الظن بهما أنهما كفيلان بمحاربة الفوارق الإجتماعية و بإحلال العدل بين الناس و مقاومة الإستغلال. لكن مثل هذه الإجراءات قديم و ليس جديد و طبق خلال قرون و لم يكن سوى وسيلة لكبت الصراع الطبقي و حماية غنى الغني و تأبيد فقر الفقير لأنها اجراءات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحفاظ على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج.... إلخ إلى أن يقول: و هذا يؤكد لنا أن الإسلاميين يمثلون حملة مشروع معاد لمصالح الطبقات الكادحة.
من ثم يقدم حمة الهمامي نقدا لطرح الإسلاميين و البديل الشيوعي و يستشهد بكلام الإسلاميين لإظهار مغالطاتهم ليستخلص: إن جبّة الإسلام لا تحضن الإسلاميين في بلادنا من الإنتماء الطبقي إنه مجرد غطاء لإخفاء وقوفهم إلى جانب معسكر الطبقات المستغلة و ضد تقدم التاريخي
الجــزء الخـــــامس: الماركسيـون الينينيــون: الإنحــيــــاز الطبــــــقي
يمجد انحيازهم لطبقة الكادحة و المفقرة و يطرح جملة من الإجراءات و الحلول التي من شانها أن تضع المجتمع على طريق الإشتراكية: أولا: تأميم المصالح الإمبريالية الأجنبية تأميما كاملا من دون أي تعويض و تحويلها إلى ملكية إجتماعية للكادحين و منع مستقبلا تركيز أي مؤسسة امبريالية أو فرع من فروعها مهما كانت جنسيتها علاوة على إلغاء كل الإتفاقيات الأجنبية التي تمس من إستغلال بلادنا و ذلك دون تعويـض أيــضا
ثانيا: تجريد البرجوازية الكبيرة بمختلف شرائحها من وسائل الإنتاج التي بيدها و الثروات التي تملكها و تحويلها إلى ملكية اجتماعية لكل الكادحين
ثالثا: تجريد الملاكين العقاريين الكبار من الأرض و تأميمها و تحويلها إلى ملكية اجتماعية للكادحين و تخليص الفلاحين الفقراء و الصغار و المتوسطين من كل شكل من أشكال تسلط الملاكين العقاريين و مختلف فئات برجوازية المدن الكبيرة و اعانتهم ماديا و أدبيا على استغلال أرضهم و النهضو بالريف و ايقاف نهب المدينة
رابعا: ضمان حق التشغيـــل لكــل مواطـن بلغ سن العمل من قبل الدولة حتى لا يبقى مواطــن واحـد عاطل
خامسا: اقرار التساوي في الحقوق بين الرجل و المرأة في جميع الميادين
الجـــزء الســـــادس: الإسلاميون يريدون إقامة نظام فاشي
يقول حمة: لا يخفي الإسلاميون أن نمط الدولة التي يريدون إقامتها ثيوقراطي يعتمد الدين في مفهوم الحكم و أسلوب ممارسته (من ثم يستشهد بالبيان التأسيسي للإتجاه الإسلامي ) لن نتردد لحظة في الإجابة بأن دولة الإسلاميين لن تكون سوى دولة معادية لديمقراطية فاشية مهما كانت الأغلفة التي ستتغلف بها.. و من ثم ياتي بالتحليل على نظام الحكم و كما كناه نظام قهر طاغوتي بركيزتي نفي دور الجماهير و حكم أوتوقراطي و يستدل بالمسار التاريخي و الجغرافي و يعود أيضا إلى ما ذكر سابقا من كون ذاك الحكم لمصلحة طبقة البرجوازيين و يعدد أمثلة من الأحكام الإسلامية التي يعتبرها متخلفة ليقول في خاتمة مقاله: و الإسلاميون عندما يعلنون عن تمسكهم بتطبيق تلك الحدود إنما يعلنون العودة إلى الطرق الاكثر وحشية التي تعتمد مبدأ الإنتقام كأساس الإصلاح و التي لا تراعي العوامل الإقتصاديو الإجتماعية و الثقافية لسرقة او الزنى أو غيرهما و تعامل مرتكبها كشرير بطبعه
الجـــزء الســـابع: الإسلاميون يخربـــون نضال الجمـــاهير
يذكر حمة ان الإسلاميين لم يقفوا مع نضالات الماركسيين في السبعينات بل وقفوا في صف السلطة و يعرج على الامر داخل الجامعة (و هذه مغالطة بحكم اطلاعي على تاريخ الجامعة و الحركة الطلابية) و يسرد أعمالهم الإرهابية و كمثال قاله حمة: في شهر رمضان 1981 استغلوا قرار السلطة القاضي بغلق المقاهي ليلعبوا دور المخبرين حول محلات المرطبات المفتوحة كل هذه الأعمال التي تعادي الحريات جرت و تجري تحت شعار الله اكبر تمثلا بالفتوحات الإسلامية و الحال أن هذا يعتبر أننا نعيش في عصر الجاهلية. إن هذه المواقف و الاعمال تشكل علامات النظام الذي يهدف الإسلاميون إلى إقامته, نظام فاشي متطرف معادي لأبسط حرية.
و من ثم يرى حمة تحسن في سير الحركة الإسلامية ظاهريا فكنى الامر بالتكتيك الدعوي و هو تكتيك الإسلاميين قبل وصولهم لسلطة و يأتي حمة على تفاصيل هذا التكتيك و الانتفاعية التي عليها الإسلاميون
الجزء الثامــن: الشعـــب يطمح إلى إقــامة نظام ديمقـــراطي
يربط حمة الهمامي تحقيق الديمقراطية بتحقيق الدولة اللائكية
الجــزء التــــــاسـع: المشروع الثقــافي للإسلامييــن: ظلاميــة و معاداة للتقــدم
يعتبر حمة الهمامي في أسلمة كل شيء معاداة لتقدمية و في محاولة الحفاظ على التراث و معاداة لتراث العربي و الإنساني فيقول: إن الموقع الديني المتعصب الذي يتحرك منه الإسلاميون يهدف إلى تغبية الكادح و خلق عداء بينه و بين الشعوب الاخرى عداء لا ينتفع منه إلا أعداء الحرية و التقدم
الجزء العــــاشر: الإسلاميون و السياسة الدولية
النقطة الاولى الموقف من القضايا القومية:يقول : يتناول الإسلاميون قضايا الوطن العربي من زاوية دينية بحتة.. و يعتبر أن الإسلاميين ينكرون القومية العربية و يطرحون لها بديلا الأمة الإسلامية: ان الدين لا يشكل عنصرا من عناصر تكوين الأمم فكيف به يتحول لدى الإسلاميين إلى عنصر وحيد؟.. و يصف الخلافة الإسلامية التي يمجدها الإسلاميون بحكم إستبدادي إقطاعي يكرس سيطرة القومية المهيمنة قومية الخليفة و يقول: إن شعار الرجوع إلى الخلافة الإسلامية و الأمة الإسلامية شعار متخلف و رجعي بشكل بيّن في عصرنا الذي يشهد نهوض القوميات و الأمم المضطهدة و نضالها من أجل التحرر و بناء كياناتها المستقلة.
و من ثم ياتي على القضية الفلسطينية فيعتبر أن موقف الإسلاميين موقف متخلف إذ ينظرون إلى الصراع انه صراع ديني بين يهود و مسلمين و ليس وطني بين الصهاينة و الفلسطينيين
النقطة الثانية الموقف من القضايا الدولية:يرى حمة الهمامي أن الإسلاميين ينظرون إلى التحركات الشعبية و سعي المضطهدين إلى الديمقراطية و العدالة الإجتماعية ينظرون إليها بمنظور ديني و قد يعادونها لأنها لا تنطلق من الإسلام أو لأنها ملحدة و بالتالي معارضة السلطة ليست من منطلق تقدمي بل رجعي ظلامي
النقطة الثالثة: الحركات السياسية الأخرى و مسالة الدينيقول: تدرج بقية الحركات السياسية في تونس ما عدا الماركسيين اللينينيين الدين كمنطلق من منطلقاتها الفكرية و تحاول أن تستغله بشكل او بآخر لجلب الأنصار. و هي كلها ترفض شعار الدولة اللائكية و لا يوجد ما يفرقها على هذا المستوى عن الحزب الحاكم. فهي من أنصار دولة بورجوازية ذات ايديولوجية مختلطة: عصرانية. دينية. لذلك لا يوجد أي داع للحديث مطولا عن موف هذه الحركات من المسالة الدينية.
النقطة الرابعة: بعض المنطلقات للتعامل مع المسالة الدينية في تونس:فيخلص المطلب في قوله: هناك انحرافات أساسيان لابد من اجتنابهما لبلوغ تلك السياسة السلمية فلا ينبغي من ناحية مهادنة الفكر الديني و رموزه و لا ينبغي من ناحية أخرى الإنحراف بالنضال ضد هذا الفكر الديني و جعل الصراع هدفا في حد ذاته, صراعا بين الإيمان و الإلحاد فيطمس الهدف الحقيقي من الصراع ضد الدين
يتبع...
علاش ما نجمش نحط ملاحظة : حسن
RépondreSupprimerTrès bonne analyse de Hamma .
RépondreSupprimerلا محالة إذا لم يتبدل فكرهم الى هذا اليوم فيمكن القول إنهم و مازالوا متشبثين بتنظيرات ماركس حرفيا في غير أنه في الغرب نقدها حتى الإشتراكيون أنفسهم. فليطبقوا مادية الفكر و تقدمه على حبيبهم ماركس
RépondreSupprimerعلى حمة أن يطرح في البرنامج الاقتصاد ي للترشح للرئاسة 2018 ماورد في الجزء السادس من الكتاب فهو سيقضي على فقر الكادحين تماما
RépondreSupprimerاقصد الجزء الخامس
RépondreSupprimer